انتقال زيزو للأهلي: صفقة تثير الجدل وتعيد تعريف التسويق الرياضي في مصر

أثار انتقال أحمد مصطفى "
زيزو
" من نادي الزمالك إلى الأهلي في صفقة انتقال حر ضجة كبيرة لم تقتصر على الجانب الكروي فقط، بل امتدت إلى مجالات الإدارة والتسويق والاتصال المؤسسي، وسط حالة من الإشادة بالتحرك المنظم والاحترافي الذي اتبعه النادي الأهلي في إنهاء واحدة من أكثر الصفقات إثارة للجدل هذا الموسم.
فمنذ إعلان الأهلي عن ضم زيزو، بدا واضحًا أن الأمر لم يكن مجرد انتقال لاعب، بل حملة تسويقية متكاملة، انطلقت بفيديو تقديمي عالي الجودة، جلب أكثر من 26 مليون مشاهدة خلال أقل من 24 ساعة ، في مشهد غير مسبوق داخل سوق الانتقالات في الكرة المصرية.
الصفقة التي تمّت دون ضجيج أو تسريبات كبيرة، كشفت عن منظومة إدارية قوية في القلعة الحمراء، إذ جرى تجهيزها على مراحل مدروسة شملت الإنتاج الإعلامي، وإدارة المحتوى الرقمي، والترويج الإعلاني، وهو ما انعكس إيجابًا على صورة النادي أمام جماهيره ورعاته على حد سواء.
القيمة الحقيقية للصفقة
وبحسب مختصين في مجال التسويق الرياضي، فإن القيمة الحقيقية للصفقة تكمن في استثمار اسم زيزو كـ"علامة تجارية رياضية"، تم إدماجها في رواية إعلامية مكتملة الأركان، بدأت بإعلان انضمامه، ومرت بظهوره الإعلامي المنسّق، وحتى مشاركته النشطة على حساباته الشخصية في السوشيال ميديا، ما يشير إلى تخطيط احترافي سبق التوقيع الرسمي بكثير.
من الناحية الاقتصادية، نجح الأهلي في تحقيق عائد مباشر على الاستثمار (ROI) من خلال التفاعل الجماهيري الكبير، وزيادة معدلات المشاهدة، إلى جانب مكاسب غير مباشرة تمثلت في تعزيز صورة النادي كـ"نموذج مؤسسي ناجح" في بيئة رياضية تعاني من فوضى إدارية في كثير من الأحيان.
أما في نادي الزمالك، فقد عكست ردود الفعل حالة من التخبط الإداري والتأخر في اتخاذ القرارات، رغم معرفة الجميع داخل النادي بقرب انتهاء عقد اللاعب منذ أشهر.
وبدلاً من تقديم رواية مضادة أو احتواء الموقف، غابت الإدارة البيضاء عن المشهد، تاركة جماهيرها في مواجهة مفاجأة الانتقال دون حتى إصدار بيان رسمي واضح.
ويؤكد محللون أن ما حدث مع زيزو ليس مجرد "صفقة انتقال"، بل تحول حقيقي في شكل المنافسة بين القطبين، ينتصر فيه من يملك مشروعًا مؤسسيًا، وليس فقط فريقًا داخل الملعب.