نجاح الموجي: فنان شامل ترك بصمة خالدة في الكوميديا المصرية

نجاح الموجي: فنان شامل ترك بصمة خالدة في الكوميديا المصرية

في كل مرة تُعرض فيها أحد مشاهد الفنان نجاح الموجي، تعود إلى الأذهان إفيهاته المميزة التي لا تُنسى، مثل "صح بس هنكر" و"أنا الشعب"، وعباراته الساخرة التي تحولت إلى رموز خالدة في الذاكرة الفنية المصرية.

 

 لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل فنان شامل قدّم أعمالًا جمعت بين الضحك والرسالة، وجعل لنفسه بصمة لا تشبه أحدًا.

 

وُلد الموجي في 11 يونيو 1945 بمحافظة الدقهلية، وتخرج في معهد الخدمة الاجتماعية قبل أن يلتحق بـالمعهد العالي للفنون المسرحية، وهناك بدأت رحلته مع الأضواء. أول ظهور له كان من خلال مسرحية فندق الأشغال الشاقة، حيث استطاع أن يلفت الأنظار بسرعة، ويكسب محبة الجماهير بخفة ظله وحضوره الآسر.

 

ورغم شهرته ونجوميته، كان في بيته أبًا مختلفًا، كما وصفته ابنته آيتن، التي قالت في أحد اللقاءات:"بابا كان دايمًا قريب منّا، بيتكلم معانا، بيسمعنا، عمره ما فرض علينا قيود، وكان دايمًا مصدر أمان وضحك في البيت، وصحابنا كانوا بيحبوه جدًا."

 

وتحدثت عن موقف لا تنساه من أيام الجامعة، حين بدأت التدخين:

"ماما لقيت علبة السجاير وقالت له، فواجهني وسألني، قلت له إنها مش بتاعتي، رد عليا وقال: عملناها قبلك بكتير، وعلّق على الموضوع بهزار، لكنه علّمني الدرس الحقيقي من غير عصبية ولا قسوة، وقال جملة فاتن حمامة: (اخسري صحتك بس متخسريش أخلاقك)."

 

كان نجاح الموجي أبًا حكيمًا، محبًا للحياة، وبيته كان عالمه الأول، كما أكدت ابنته:"كان بيلعب معانا، دمه خفيف، وبيعرف إزاي يربي بحب ووعي، عمره ما استخدم الشدة إلا لو اضطر."

 

في 25 سبتمبر 1998، غيّبه الموت إثر أزمة قلبية مفاجئة، عن عمر 53 عامًا.