موسكو وواشنطن تستعدان لجولة جديدة من المحادثات الدبلوماسية في خطوة نحو تحسين العلاقات

موسكو وواشنطن تستعدان لجولة جديدة من المحادثات الدبلوماسية في خطوة نحو تحسين العلاقات

 

في تطور جديد على صعيد العلاقات الروسية الأمريكية، أعلن السفير الروسي لدى واشنطن، ألكسندر دارشييف، أن جولة جديدة من المحادثات بين موسكو وواشنطن ستُعقد قريبًا في العاصمة الروسية، مؤكدًا أن الطرفين اتفقا مبدئيًا على نقل الحوار من إسطنبول إلى عاصمتي البلدين، في خطوة تعكس رغبة حذرة في إعادة تفعيل القنوات الدبلوماسية.

تصريحات دارشييف، التي أدلى بها خلال مقابلة مع وكالة "تاس" الروسية، تأتي بعد أقل من ثلاثة أشهر على مباشرته لمهامه الدبلوماسية في الولايات المتحدة. وقال إن العلاقات بين موسكو وواشنطن لا تزال تمر بمرحلة معقدة، موضحًا أن "عملية التعافي بطيئة ومعقدة، وتواجه عراقيل متعددة، سواء من قبل خصوم الإدارة الأمريكية ضمن ما يُعرف بالدولة العميقة، أو من قبل التيار المتشدد داخل الكونغرس الأمريكي".

ورغم ذلك، أشار السفير إلى أن هناك بوادر تحرك إلى الأمام، واصفًا إياها بأنها "قابلة للتراجع لكنها تبقى ملموسة"، مشيرًا إلى القرار المتخذ خلال الجولة الأخيرة من المحادثات في إسطنبول في 10 أبريل الماضي بنقل المفاوضات إلى العاصمتين الروسية والأمريكية.

وأضاف دارشييف أن الجولة القادمة "ستُعقد قريبًا جدًا في موسكو"، دون تحديد موعد دقيق، لكنه شدد على أن التفاهم المبدئي قائم بالفعل.

وفي تصريحات سابقة خلال حفل أقيم في السفارة الروسية بواشنطن في 10 مايو بمناسبة الذكرى الـ80 للنصر في الحرب الوطنية العظمى، شدد دارشييف على أن "الظروف الدولية الراهنة تفرض على روسيا والولايات المتحدة استعادة علاقات طبيعية، وتحمّل مسؤولية مشتركة في الحفاظ على الأمن والاستقرار العالمي".

من جانبه، صرح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن الجولة المقبلة من المفاوضات قيد التخطيط، وسيتم تحديد توقيتها وفقًا لتقدم تنفيذ الاتفاقيات السابقة مع الجانب الأمريكي.

وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية في سياق جهود مكثفة لإعادة بناء جسور الاتصال، حيث أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال أول 100 يوم من ولايته الثانية مكالمات هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كما عقد مسؤولون من البلدين لقاءات في كل من السعودية وتركيا.

وتشمل هذه الجهود زيارات رسمية أجراها المبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، إلى موسكو، إلى جانب زيارات كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي والممثل الخاص للرئيس بوتين للتعاون الاستثماري مع الدول الأجنبية، إلى الولايات المتحدة.

ويعمل الطرفان على إعادة تفعيل دور سفارتيهما، إلى جانب مناقشة خطوات ملموسة لتسهيل منح التأشيرات وتنقل الدبلوماسيين، كما يبحثان إمكانية استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، في محاولة لخلق أجواء ملائمة لاستئناف الحوار الدبلوماسي الشامل.