منظمة رعاية التنموية تتصدر قوائم المنظمات الدولية في تعز رغم محدودية إمكانياتها

تفجّرت في محافظة تعز خلال الأيام الماضية موجة جدل واسع، بعد الكشف عن وثائق رسمية تُظهر إدراج منظمات محلية محدودة الإمكانيات ضمن قائمة المنظمات الدولية العاملة في المحافظة.
وبحسب تقارير صادرة عن مكتب التخطيط والتعاون الدولي في تعز لعام 2022، فقد ورد اسم "منظمة رعاية التنموية" برقم (24)، ضمن قائمة المنظمات الأجنبية المتدخلة في الشأن الإنساني بالمحافظة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذه المنظمة ليست سوى كيان محلي تأسس عام 2015 تحت مسمى "منظمة رعاية أسر الشهداء والجرحى"، وتولى رئاستها حينها نبيل جامل، مدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي حاليًا. وبعد تعيينه في هذا المنصب، تم تعيين شخصية محسوبة على جماعة الإخوان بتعز لرئاسة المنظمة، مع تغيير اسمها إلى "منظمة رعاية التنموية". لاحقًا، ظهرت المنظمة ضمن تقرير رسمي صادر عن مكتب التخطيط والتعاون الدولي كـ"منظمة دولية".
واعتبر ناشطون هذا التزوير نوعًا من التضليل المنظم، ومحاولة صريحة لتلميع كيانات لا تتجاوز أنشطتها حدود الورق، ولا تربطها أي صلة فعلية بمشاريع تمويل دولية أو تدخلات إنسانية ذات أثر حقيقي على الأرض.
كما طالبوا بسرعة إقالة ومحاسبة مدير مكتب التخطيط، بعد أن كُشف خلال الأيام الماضية تلاعبه بالتقارير وتزويرها.
ويؤكد عاملون في المجال الإنساني أن عددًا من الكيانات المحلية التي نشأت خلال فترة الحرب، تحوّلت فجأة إلى منظمات بمسميات فضفاضة.
بينما يُرجّح مراقبون أن ما جرى في حالة "منظمة رعاية التنموية" يكشف عن استغلال ممنهج للعمل الإنساني كغطاء لأجندات سياسية وشخصية، تقف خلفها جهات محسوبة على جماعة الإخوان في تعز.
وأوضحوا أن عملية التحايل، التي بدأت بتأسيس كيان محلي محدود، ثم إعادة تسميته، ومن ثم إدراجه كمنظمة دولية في تقارير رسمية صادرة عن مكتب التخطيط والتعاون الدولي، تشير إلى وجود شبكة نفوذ تستخدم سلطتها لشرعنة منظمات شكلية، بغرض الاستحواذ على فرص التمويل والمساعدات.