ردود فعل عربية ودولية حادة على الهجوم الإسرائيلي على إيران: تصعيد خطر يهدد الاستقرار الإقليمي

ردود فعل عربية ودولية حادة على الهجوم الإسرائيلي على إيران: تصعيد خطر يهدد الاستقرار الإقليمي

القاهرة- مصراوي:

في العاصمة المصرية، أصدرت وزارة الخارجية بيانًا حاد اللهجة أعربت فيه عن إدانتها القاطعة للهجوم الإسرائيلي، واعتبرته "تصعيدًا بالغ الخطورة"، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحد، كما أكدت أن مثل هذه الأفعال تُنذر بإشعال فتيل صراع إقليمي لا يمكن احتواؤه بسهولة، داعية إلى تغليب الحلول الدبلوماسية والسياسية بدلًا من القوة العسكرية، والتأكيد على مبدأ سيادة الدول.

لم تتأخر سلطنة عمان، التي تلعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن، في التعبير عن قلقها العميق. ففي بيان رسمي، وصفت الضربات الإسرائيلية بأنها "تصعيد خطر يهدد بإفشال الجهود الدبلوماسية"، معتبرة أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التدهور، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحاسم، للحيلولة دون انفجار الوضع بشكل أكبر.

السعودية انضمت بدورها إلى موجة الإدانة، إذ أعربت وزارة خارجيتها عن رفضها الشديد للهجوم، واصفة إياه بـ"الاعتداء السافر" على دولة شقيقة، كما البيان دعا مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف العدوان ومنع تفاقم التوتر، مشددًا على ضرورة احترام سيادة الدول ومبدأ عدم استخدام القوة.

كما أعربت قطر الجمعة عن إدانتها الشديدة للضربات الإسرائيلية على إيران، مؤكدة أنها "تعرقل الجهود الرامية لخفض التصعيد" في المنطقة، مشيرة إلى أن الدوحة التي تؤدي دور وسيط رئيسي بين الدولة العبرية وحركة حماس، "تعبر عن بالغ قلقها إزاء هذا التصعيد الخطير، الذي يأتي في سياق نمط متكرر من السياسات العدوانية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة".

في أنقرة، نددت وزارة الخارجية التركية بهجوم إسرائيل على إيران وطالبت إسرائيل بأن تنهي فورا أفعالها العدوانية التي قد تؤدي إلى صراعات أكبر، إذ قالت إن "الهجوم يُظهر أن إسرائيل لا تريد حل القضايا بالوسائل الدبلوماسية".

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، دعا الأطراف إلى أقصى درجات ضبط النفس، معربًا عن قلقه من أن تؤدي هذه الضربات إلى نسف المحادثات النووية المزمع استئنافها بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان كما حذر من أن استمرار التصعيد سيُغلق نوافذ الحوار، ويهدد الأمن العالمي، وليس فقط الإقليمي.

ونددت نددت وزارة الخارجية الإندونيسية، اليوم الجمعة بشدة بالهجوم الإسرائيلي على إيران، وحثت جميع الأطراف على ضبط النفس، قائلة إن "الهجوم الإسرائيلي سيفاقم التوترات الإقليمية القائمة بالفعل وقد يشعل صراعا أوسع نطاقا".

وعبّرت اليابان عن أسفها الشديد لاستخدام الخيار العسكري، محذرة من "تدهور مقلق للأوضاع"، ودعت جميع الأطراف إلى العودة للمسار السياسي.

فيما ركزت الصين في بيانها على المبادئ، حيث جدّدت موقفها الرافض لأي انتهاك لسيادة الدول، ودعت إلى ضبط النفس واعتماد الحوار الدبلوماسي كخيار وحيد، كما أعربت عن استعدادها للقيام بدور في تهدئة الأوضاع، والمساعدة في منع مزيد من التصعيد.

واتخذت الولايات المتحدة موقفًا متوازنًا، إذ أكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن الهجوم تم بمبادرة إسرائيلية مستقلة، نافيًا أي تورط أمريكي مباشر، لكن الإدارة الأمريكية أوضحت أنها مستعدة لحماية مصالحها في حال استهدافها.

من جهته، عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في استئناف المحادثات النووية مع إيران، رغم إقراره بأنه كان على علم مسبق بالضربة الإسرائيلية، وهو ما أثار تساؤلات حول التواطؤ أو التراخي الأمريكي.

في إيران، جاءت ردود الفعل غاضبة. فقد وصف المرشد الأعلى، علي خامنئي، الهجوم بـ"العدوان الجبان"، متوعدًا بردّ قاسٍ، قائلاً: "من ارتكب هذه الجريمة رسم لنفسه مصيرًا مرًا". وزارة الدفاع الإيرانية أكدت أن الهجوم استهدف منشآت نووية وعسكرية، وأدى إلى مقتل شخصيات بارزة، من بينها القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان محمد باقري، فضلًا عن عدد من العلماء النوويين.

العملية العسكرية التي نفذتها إسرائيل، والمعروفة باسم "الأسد الصاعد"، استخدمت فيها ما لا يقل عن 200 طائرة مقاتلة، واستهدفت أكثر من 100 موقع نووي وصاروخي في إيران، من بينها منشآت ناتنز وفوردو، ومستودعات أسلحة في أصفهان وكرمان.

وقالت إسرائيل إن هذه الضربات استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة، تهدف إلى إبطاء برنامج إيران النووي وتقويض قدرتها على تهديد أمن إسرائيل والمنطقة.

رغم ضخامة الضربات، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم تسجيل أي تسرب إشعاعي حتى اللحظة، لكنها عبّرت عن قلقها من استهداف منشآت نووية، ووصفت الأمر بأنه "سابقة خطيرة" تنتهك المعايير الدولية لاستخدام القوة ضد البنية التحتية المدنية الحساسة.

لمتابعة كل ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على إيران (

اضغط هنا

)