تصاعد التوترات: هجمات إسرائيلية على إيران بعد انتهاكات نووية مثيرة للقلق

كتبت- أسماء البتاكوشي:
تواصلت الضربات الجوية الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، مستهدفة مواقع بالغة الحساسية تشمل منشآت لتطوير البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب أهداف عسكرية استراتيجية، الهجمات التي وُصفت بأنها "الأوسع نطاقًا" منذ سنوات، تأتي في سياق تصاعد التوتر بين تل أبيب وطهران، على خلفية برنامج إيران النووي الذي تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا مباشرًا.
وجاء الهجوم بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران انتهكت التزاماتها المتعلقة بعدم الانتشار النووي، في أول خرق يُعلن عنه بهذه الجدية منذ نحو عشرين عامًا.
ففي قرار صوّت عليه مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة وجرى اعتماده الخميس بأغلبية 19 صوتًا (من بينها الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا)، قالت الوكالة إن "إخفاقات إيران العديدة في تقديم تعاون كامل وفي الوقت المناسب بشأن المواد والأنشطة النووية غير المعلنة في مواقع متعددة" تشكل عدم امتثال لاتفاقية الضمانات مع الوكالة.
ثلاث دول فقط، هي روسيا والصين وبوركينا فاسو، عارضت القرار، فيما امتنعت 11 دولة عن التصويت.
وأعربت إيران عن رفضها الشديد، ووصفت القرار بأنه "سياسي"، متعهدة في الوقت ذاته بافتتاح منشأة تخصيب جديدة كردّ مباشر على الضغوط الغربية.
وجاء ذلك بعد إصدار الوكالة تقريرًا دامغًا في أواخر مايو الماضي، خلص إلى أن ثلاثة من أصل أربعة مواقع نووية غير معلنة كانت "جزءًا من برنامج نووي منظم وسري نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحالي، وتضمن استخدام مواد نووية لم يتم الإفصاح عنها للوكالة".
واتهمت الوكالة والولايات المتحدة، إيران بإدارة برنامج سري للأسلحة النووية، وهي اتهامات تنفيها طهران باستمرار.
لطالما اعتبرت إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يمثل تهديدًا وجوديًا، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، والذي أعقبته خطوات متسارعة من طهران لتعزيز تخصيب اليورانيوم.
وقد أصبحت منشآت مثل فوردو ونطنز محورية في هذه العملية، ما جعلها أهدافًا مباشرة في الهجمات الأخيرة، وسط تحذيرات دولية من اقتراب إيران من مستويات تخصيب تمكنها من تصنيع سلاح نووي.
وتشير صور أقمار صناعية نشرتها شركة "ماكسار" إلى تطور كبير في البنية التحتية لتلك المواقع، في وقت تقول فيه مصادر إسرائيلية إن العملية العسكرية تهدف إلى "تقويض البنية النووية الإيرانية بشكل حاسم".
تُستخدم عادة درجات منخفضة من اليورانيوم في إنتاج الطاقة، لكن رفع التخصيب إلى مستوى 90% يجعله صالحًا لصناعة الأسلحة النووية. وكانت الوكالة قد أكدت أن إيران خزّنت يورانيومًا مخصبًا بنسبة 60%، وهو ما يضعها على بُعد خطوة فنية واحدة من القدرة العسكرية.
وقدّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن كمية اليورانيوم التي بحوزة طهران تكفي لتصنيع ما يصل إلى 7 قنابل نووية، مما أثار قلقًا دوليًا واسعًا.
وعلّقت الوكالة في تقريرها قائلة: "إن حقيقة أن إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية في العالم التي تنتج وتخزن اليورانيوم المخصب بنسبة 60% تظل مصدر قلق بالغ."
ورغم كل ذلك، تصر إيران على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، وتعتبر أي استهداف له بمثابة "عدوان على سيادتها".
ويبقى الهجوم الإسرائيلي، الذي أُطلق عليه اسم "عملية الأسد الصاعد"، بمشاركة أكثر من 200 طائرة مقاتلة، وإسقاط 330 ذخيرة موجهة على أكثر من 100 هدف، تحولاً استراتيجيًا في المواجهة الإقليمية، وقد يفتح الباب أمام تصعيد غير مسبوق في الخليج والشرق الأوسط.
لمتابعة كل ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على إيران (
اضغط هنا
)