تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على الحوثيين واليمن

يُعتبر موضوع تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على الحوثيين واليمن من المواضيع التي حظيت باهتمام المتابعين في الساعات الماضية، حيث ورد في موقع المشاهد نت وتم تداوله على نطاق واسع نظراً لأهميته وتطوراته المتسارعة.
وفي هذا التقرير، يعرض لكم "الصحافة نت الآن" أبرز ما ورد حول تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على الحوثيين واليمن بعد التحقق من المصادر وتحديث المعلومات وفق المستجدات المتوفرة.
اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل وتصاعدها بشكل غير مسبوق، خلال هذا الأسبوع، يؤكد أنّ وتيرة هذه الحرب عسكريًا ستشهد فصولًا قادمة من الدمار والتوسع، وسيكون لها تأثيرات إقليمية. ولكن كيف سيكون تأثير هذه الحرب على اليمن، باعتبار إيران من أهم الداعمين لجماعة الحوثي؟، وكيف يمكن أن يكون هذا التأثير على اليمن في حالة تحقيق إسرائيل أهدافها بتدمير كل قدرات إيران العسكرية والنووية، وأيضًا في حالة استطاعة إيران أن تحقق أهدافًا عسكريةً وتنتهي الحرب بخروجها منتصرةً ؟.
يتابع اليمنيون بتفاعلٍ كبير الحرب بين إسرائيل وإيران، وأغلبهم يعتبر أن إيران تحصد ما زرعته خلال عقودٍ من تغذية الصراعات والحروب في عدة دول عربية.
يقول عبد السلام محمد، وهو محلل سياسي ورئيس مركز “أبعاد”، إن تداعيات الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل لن تقف عند حدود البلدين، بل ستنعكس مباشرةً على بلدان النفوذ الإيراني، وفي مقدمتها اليمن.
وأوضح أن “الحوثيين أدخلوا اليمن في لعبة النفوذ بين طهران وتل أبيب، وإذا ما اشتعلت هذه المواجهة فعليًا، فإن ذلك يعني اقتراب نهاية الميليشيا الحوثية”، مشيرًا إلى أن “انهيار النظام الإيراني أو انشغاله بترتيب وضعه الداخلي بعد الضربات التي تلقّاها، سيفتح الباب أمام إنهاء نفوذ طهران في اليمن بشكلٍ كامل، وسقوط أحد أبرز أذرعها في المنطقة”.
وأضاف محمد في حديثه
لـ” المشاهد “
أن التطورات الإقليمية تضع الكرة في ملعب الشعب اليمني للتخلص من أذيال الحرس الثوري الإيراني، معتبرًا أنه “من الغباء القبول بالحوثيين شركاء في أي تسوية؛ لأنهم مجرد أداة قابلة للإيجار بيد أي قوة معادية للمشروع العربي”، حسب تعبيره.
وشدد على أن “هزيمة الحوثيين وتفكيك بنيتهم المسلحة باتت جزءًا من تأمين المنطقة والعالم، واستعادة اليمن ضمن المحور العربي الجديد الساعي إلى الاستقرار بعد حقبة الفوضى”.
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني يوسف حسن الدعاس، أن الحرب الجارية بين إيران وإسرائيل لها تأثيرات مباشرة على اليمن، في ظل التداخل الجغرافي والسياسي الذي يربط اليمن بمنطقة الجزيرة العربية، التي تُعد جزءًا أساسيًا من المجال الجيوسياسي العربي.
ويضيف الدعاس في حديثه
لـ”المشاهد”
أن التأثير المباشر للحرب يمنح الحوثيين فرصةً لتأجيل موجة الغضب الشعبي المتزايدة ضدهم، نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية وغياب الرواتب، مما يمكّن الجماعة من تعزيز قبضتها الأمنية والتنصل من التزاماتها تجاه المواطنين.
واعتبر الدعاس أن الحرب بين إسرائيل وإيران سوف تشغل الأخيرة عن دعم وكلائها المتمثلين في جماعة الحوثي، وهذه فرصة أمام الحكومة اليمنية للتحرك العسكري وإنهاء الانقلاب الحوثي، حسب تعبيره.
في ذات السياق، وصف الكاتب والباحث السياسي، عبد الستار سيف الشميري، أن الحرب بين إسرائيل وإيران هي محاولة لإبطاء أو تدمير جزئي للبرنامج النووي الإيراني، وليس بالضرورة إسقاط النظام ذاته.
وحول انعكاسات هذه الحرب على جماعة الحوثي، أوضح الشميري أن التأثير سوف يظل محدودًا، موضحًا أن الحوثيين لا يزالون يحتفظون بترسانةٍ صاروخيةٍ وقوةٍ منظمة تجعلهم قادرين على الاستمرار لفترة طويلة، رغم التحديات.
وأشار إلى أنّ الحوثيين يمتلكون شبكةً اقتصاديةً قد تشهد نموًا في بعض الموارد؛ مما يمكنهم من الاستمرار، لكنّ هذا الاستمرار، حسب الشميري، في ظل تغير موازين القوى الإقليمية، لن يكون هناك استقرار اقتصادي في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
واستبعد الشميري في حديثه
لـ”المشاهد”
، في ظل الحرب بين إيران وإسرائيل، أن يتوقف الدعم الإيراني للحوثيين تمامًا. واعتبر الشميري أن بقاء جماعة الحوثي في الوضع الحالي يشكل أولويةً استراتيجيةً لإيران، وهذا ما يعني، حسب الشميري، استمرار دعم إيران لجماعة الحوثي بكل الطرق، ومنها التهريب.
وقال الشميري: “غياب الضربات الميدانية أو التحرك الجاد من قبل الشرعية اليمنية أو الولايات المتحدة للاستفادة من الظرف الإيراني، يجعل من الصعب تصور تراجع الحوثيين بشكل كبير حاليًا.”
مجاهد الصميدعي: تحول اليمن إلى ساحة صراع إقليمي بالوكالة، وينذر بمزيد من التدهور في الوضع الإنساني، لا سيما مع استهداف ميناء الحديدة، الذي يُعد الشريان الرئيسي لوصول الغذاء والوقود والمساعدات لملايين اليمنيين.
وتابع: كان بالإمكان تحقيق مكاسب ميدانية ضد الحوثيين، لو استغلت الشرعية هذا الظرف، إلا أن الواقع يقول إن كلا الطرفين –الحوثيين والشرعية– يعانيان من الضعف، وإن كان الحوثي أكثر قدرة على التنظيم والتحرك.
بدوره، يرى الباحث في الشأن الأمني مجاهد الصميدعي، أن التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل أفضى إلى توسيع رقعة المواجهة لتشمل اليمن، بعد أن كثّف الحوثيون المدعومون من طهران هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على أهدافٍ إسرائيلية؛ ما دفع تل أبيب إلى تنفيذ ضرباتٍ مباشرة، استهدفت ميناء الحديدة ومواقع عسكرية تابعة للحوثيين.
ويؤكد الصميدعي في حديثه
لـ” المشاهد”
أن هذا التطور يعكس تحول اليمن إلى ساحة صراع إقليمي بالوكالة، وينذر بمزيد من التدهور في الوضع الإنساني، لا سيما مع استهداف ميناء الحديدة، الذي يُعد الشريان الرئيسي لوصول الغذاء والوقود والمساعدات لملايين اليمنيين.
وأشار إلى أن الضربات الإسرائيلية سوف يكون لها أثر على صعيد الأمن الغذائي في مناطق سيطرة جماعة الحوثي؛ بسبب التدمير الذي طال الموانئ في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، وخاصة ميناء الحديدة الذي تم تدميره بشكل كبير، وهذا سوف ينعكس على صعوبة وصول البضائع والمشتقات النفطية إلى مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
من جهته، يرى المحلل السياسي الإيراني، سعيد شاوردي، أن المنطقة مقبلة على تحول استراتيجي يتمثل في تحرر المنطقة من الهيمنة الأميركية والإسرائيلية والغربية، حسب تعبيره.
ويضيف شاوردي في حديثه
لـ”المشاهد”
أنّ انعكاسات الحرب سوف تكون كبيرة على صنعاء، معتبرًا في حال تحقيق إيران الانتصار العسكري على إسرائيل أنّ هذا سوف يغير التوازنات السياسية لصالح جماعة الحوثي.
وفي ذات سياق الموضوع، هناك رأي مختلف عما ذكر الشميري بأن الحرب لن تؤثر على توقف الدعم من قبل إيران لجماعة الحوثي، يقول المحلل السياسي اليمني أكرم توفيق: “إنّ الدعم المقدم لجماعة الحوثي من إيران سوف يتقلص.”
وعزا توفيق أسباب ذلك إلى عدة عوامل منها: الصعوبات المتزايدة التي تعيق عمليات تهريب الأسلحة عبر البحر، وتراجع قدرة طهران على إرسال الخبراء أو تزويد الحوثيين بمنظومات صاروخية، بفعل الشلل الاقتصادي والعسكري الذي أصابها مؤخرًا.
وأوضح أن انحسار النفوذ الإيراني قد يفتح الباب أمام دور أكثر فاعلية للدول العربية ذات الحضور الدولي؛ ما قد يسهم في إعادة ملف السلام إلى الواجهة بقوة، حسب تعبيره.
وأضاف توفيق في حديثه
لـ”المشاهد”
أن إضعاف إيران عسكريًا سوف تكون له انعكاسات وتبعات سلبية على كافة أذرعها في المنطقة، بما في ذلك الحوثيون في اليمن.
ما زالت الحرب بين إسرائيل وإيران في بدايتها، وكل طرف يتوعد الآخر بالمزيد من التهديدات، وليس هذا فحسب، بل إن هناك بوادر لاصطفاف عسكري وسياسي مع إيران من قبل باكستان والصين، وهذا ما يعني أن التوقعات مفتوحة على كافة التأثيرات الأسوأ سياسيًا واقتصاديًا وإقليميًا، ومنها اليمن.
ليصلك كل جديد
الإعلاميون في خطر
مشاورات السلام
كشف التضليل
التحقيقات
التقارير
يُشار إلى أن تفاصيل تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على الحوثيين واليمن منشورة في موقع المشاهد نت، وقد قام فريق التحرير في "الصحافة نت الآن" بمراجعتها والتحقق منها، كما قد تكون المادة منقولة جزئيًا أو بالكامل وفق ما تقتضيه المصداقية التحريرية. لمتابعة التحديثات والتفاصيل الكاملة يمكنك الرجوع إلى المصدر الأصلي.
وفي الختام، نأمل أن نكون في "الصحافة نت الآن" قد وفرنا لكم تغطية وافية حول تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على الحوثيين واليمن بكل حيادية ووضوح.