عاشوراء: يوم الفضائل وصومه يكفر ذنوب السنة الماضية

عاشوراء: يوم الفضائل وصومه يكفر ذنوب السنة الماضية

يُعتبر موضوع عاشوراء: يوم الفضائل وصومه يكفر ذنوب السنة الماضية من المواضيع التي حظيت باهتمام المتابعين في الساعات الماضية، حيث ورد في موقع متن نيوز وتم تداوله على نطاق واسع نظراً لأهميته وتطوراته المتسارعة.

وفي هذا التقرير، يعرض لكم "الصحافة نت الآن" أبرز ما ورد حول عاشوراء: يوم الفضائل وصومه يكفر ذنوب السنة الماضية بعد التحقق من المصادر وتحديث المعلومات وفق المستجدات المتوفرة.

قالت دار الإفتاء، إن يوم عاشوراء: هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم؛ ويوافق السبت 5 يوليو، وقد ورد فى فضل صيامه أنه يكفر ذنوب السنة التى قبله؛ فعن أبى قتادة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ» (رواه مسلم).

وأضافت ما يحدث من مظاهر لم ترد فى الشرع فى يوم عاشوراء؛ كضرب الجسد وإسالة الدم من البعض بحجة أن سيدنا الحسين رضى الله عنه قتل وآل بيته رضى الله عنهم جميعًا وعليهم السلام فى هذا اليوم، فهو بدعة مذمومة لا يجوز إتيانها.

وأوضحت يجوز شرعًا صوم يوم عاشوراء منفردًا؛ لعدم ورود النهى عنه، ولثبوت الفضل والأجر لمن صامه ولو منفردًا، إلا أنه يستحب صوم يوم قبله أو بعده لمن استطاع، كما يستحب صوم يوم الحادى عشر من المحرم مع يوم عاشوراء لمن لم يصم يوم التاسع؛ وَيَدُلُّ لَهُ خَبَرُ الْإِمَامِ أحمد: «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا الْيَهُودَ وَصُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا»].

وقالت دار الإفتاء، إنه يستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء؛ لما ورد عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» أخرجه ابن أبى الدنيا فى "النفقة على العيال"، والطبرانى فى "المعجم الكبير"، والبيهقى فى "شعب الإيمان"، حيث يوافق يوم الثلاثاء 16 يوليو.

وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، قال جابر رضى الله عنه: "جربناه فوجدناه كذلك"، وقال أبو الزبير مثله، وقال شعبة مثله. أخرجه الحافظُ بن عبد البر فى "الاستذكار".

قال العلامة ابن عابدين الحنفى فى حاشيته "رد المحتار على الدر المختار" (2/ 418): [(قَوْلُهُ: وَحَدِيثُ التَّوْسِعَةِ إلَخْ) وَهُوَ «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا» قَالَ جَابِرٌ: جَرَّبْته أَرْبَعِينَ عَامًا فَلَمْ يَتَخَلَّفْ] اهـ.

وقال العلامة الحطاب المالكى فى "مواهب الجليل فى شرح مختصر خليل" (2/ 405): [َيَنْبَغِى أن يُوَسِّعَ عَلَى الْأَهْلِ فِيهِمَا -أى ليلة عاشوراء ويومها-، وَقَالَ الشَّيْخُ زَرُّوقٌ فِى شَرْحِ الْقُرْطُبِيَّةِ: فَيُوَسِّعُ يَوْمَهُ وَلَيْلَتَهُ مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مُرَآةٍ وَلَا مُمَارَاةٍ، وَقَدْ جَرَّبَ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَصَحَّ] اهـ.

وقال الشيخ عبد الحميد الشروانى الشافعى فى "حاشيته على تحفة المحتاج" (3/ 455): [(قَوْلُهُ: وَهُوَ عَاشِرُ الْمُحَرَّمِ) وَيُسَنُّ التَّوْسِعَةُ عَلَى الْعِيَالِ فِى يَوْمِ عَاشُورَاءَ؛ لِيُوَسِّعَ اللهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا كَمَا فِى الْحَدِيثِ الْحَسَنِ، وَقَدْ ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ رُوَاةِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ جَرَّبَهُ فَوَجَدَهُ كَذَلِكَ،... عِبَارَةُ الْمَنَاوِى فِى شَرْحِ الشَّمَائِلِ: وَوَرَدَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ السَّنَةَ كُلَّهَا»، وَطُرُقُهُ وَإِنْ كَانَتْ كُلُّهَا ضَعِيفَةً، لَكِنِ اكْتَسَبَتْ قُوَّةً بِضَمِّ بَعْضِهَا لِبَعْضٍ، بَلْ صَحَّحَ بَعْضَهَا الزَّيْنُ الْعِرَاقِى كَابْنِ نَاصِرِ الدِّينِ، وَخُطِّئَ ابْنُ الْجَوْزِى فِى جَزْمِهِ بِوَضْعِهِ] اهـ.

وقال الشيخ منصور العجيلى الأزهرى الشافعى المعروف بالجمل فى "حاشيته على شرح المنهج" (2/ 347): [وَيُسْتَحَبُّ فِيهِ التَّوْسِعَةُ عَلَى الْعِيَالِ وَالْأَقَارِبِ، وَالتَّصَدُّقُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَلْيُوَسِّعْ خُلُقَهُ وَيَكُفَّ عَنْ ظُلْمِهِ] اهـ.

وقال العلامة البهوتى الحنبلى فى "كشاف القناع عن متن الإقناع" (2/ 339): [وَيَنْبَغِى فِيهِ التَّوسعَةُ عَلَى الْعِيَالِ، سَأَلَ ابْنُ مَنْصُورٍ أحمد عَنْهُ فَقَالَ: نَعَمْ، رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، وَكَانَ أفضل أَهْلِ زَمَانِهِ أَنَّهُ بَلَغَهُ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَدْ جَرَّبْنَاهُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أو سِتِّينَ فَمَا رَأَيْنَا إلَّا خَيْرًا] اهـ.

عاشوراء اليوم العاشر من شهر المحرم .. يحل علينا يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم حاملا في طياته فضلا عظيما وفرصة نادرة لتكفير الذنوب ومحو الخطايا.

يعد هذا اليوم من أيام الرحمة الإلهية ويجمع بين الذكرى التاريخية لنجاة سيدنا موسى من فرعون، والسنة النبوية التي تحث على الصيام والطاعة والنية الصادقة للتوبة والرجوع إلى الله.

وفي هذا اليوم تتسابق القلوب المؤمنة لنيل المغفرة والرحمة، مجددة العهد مع الله في بداية عام هجري جديد لعله يكون عامًا من الطاعة والخير والبركة.

عاشوراء اليوم العاشر من شهر المحرم 

يطلق على اليوم العاشر من شهر المحرم اسم “عاشوراء”، وهي كلمة مأخوذة من “عشرة”، كناية عن ترتيب اليوم في الشهر وقد عرفه العرب قبل الإسلام، لكن الإسلام أعطاه بعدًا روحيًا وتاريخيا عظيما، فقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأوصى المسلمين بصيامه، لما فيه من فضل وثواب.

فضل صيام عاشوراء

يعد صيام يوم عاشوراء من أعظم أبواب نيل مغفرة الله عز وجل، فقد جاء في الحديث النبوي الشريف: “صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”، أي أن الله يغفر للعبد بصيامه الذنوب الصغائر التي ارتكبها خلال العام المنصرم في كرم إلهي عظيم لا يقابل إلا بالإخلاص والنية الصادقة.

هذا الفضل لا يعني التهاون في التوبة أو الإصرار على الذنوب بل يعد الصيام بمثابة تجديد للعهد مع الله ودافع للتوبة والتزكية.

يوم عاشوراء في التاريخ الإسلامي

يرتبط هذا اليوم بحدث تاريخي عظيم، حيث نجى الله نبيه موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون فصامه موسى شكرًا لله، واستمرت هذه الشعيرة حتى عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال عندما قدم المدينة ووجد اليهود يصومونه:”نحن أحق بموسى منكم“، فصامه وأمر بصيامه.

لماذا نصوم يوم عاشوراء؟

حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على مخالفة اليهود في طريقتهم، لذلك قال: “لئن بقيتُ إلى قابل لأصومنّ التاسع” [رواه مسلم]، أي أنه أراد أن يصوم يوم التاسع مع العاشر، ومن هنا استحب العلماء أن يُصام عاشوراء على ثلاث مراتب:

المرتبة الأولى: صيام يوم التاسع والعاشر (وهو الأفضل).

المرتبة الثانية: صيام العاشر والحادي عشر.

المرتبة الثالثة: صيام العاشر وحده (وهو جائز وفضيل).

كيف يستعد المسلم ليوم عاشوراء؟

في ظل ازدحام الحياة وتسارع الأيام يحتاج المسلم إلى التذكير بأهمية هذا اليوم وكيفية الاستفادة منه روحيا،  فينصح بالتالي:

1- تجديد النية والتوبة الصادقة إلى الله.

2- صيام اليوم بنية خالصة لوجه الله.

3- الإكثار من الدعاء والاستغفار.

4- مساعدة المحتاجين والتصدق ولو بالقليل.

5- تعليم الأبناء والأهل فضل هذا اليوم وسنّته.

عاشوراء والحسين رضي الله عنه

لا يمكن الحديث عن يوم عاشوراء دون الإشارة إلى استشهاد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه، حفيد النبي صلى الله عليه وسلم، في معركة كربلاء سنة 61 هـ،  وهي حادثة أليمة في تاريخ المسلمين.

لكن يجب التفريق بين فضل صيام عاشوراء الذي ثبت عن النبي قبل استشهاد الحسين وما يمارسه بعض الناس من بدع أو ممارسات لا أصل لها في الشريعة، فالمسلم يُحيي اليوم بما أحييه به النبي: صيام وذكر وشكر لله، لا لطم أو جزع أو طقوس محدثة.

يوم عاشوراء ليس فقط مناسبة للصيام، بل هو فرصة سنوية ذهبية لبدء صفحة جديدة مع الله بعيدًا عن الذنوب والغفلة، فصيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة كاملة ولكن لا يغني عن التوبة ولا يغني عن أداء الفرائض بل هو من تمام الإيمان وسنة النبي الأمين.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

يُشار إلى أن تفاصيل عاشوراء: يوم الفضائل وصومه يكفر ذنوب السنة الماضية منشورة في موقع متن نيوز، وقد قام فريق التحرير في "الصحافة نت الآن" بمراجعتها والتحقق منها، كما قد تكون المادة منقولة جزئيًا أو بالكامل وفق ما تقتضيه المصداقية التحريرية. لمتابعة التحديثات والتفاصيل الكاملة يمكنك الرجوع إلى المصدر الأصلي.

وفي الختام، نأمل أن نكون في "الصحافة نت الآن" قد وفرنا لكم تغطية وافية حول عاشوراء: يوم الفضائل وصومه يكفر ذنوب السنة الماضية بكل حيادية ووضوح.