بوتين يعيد رسم المشهد الدولي في قمة ألاسكا رغم العقوبات الغربية

بوتين يعيد رسم المشهد الدولي في قمة ألاسكا رغم العقوبات الغربية

يُعتبر موضوع بوتين يعيد رسم المشهد الدولي في قمة ألاسكا رغم العقوبات الغربية من المواضيع التي حظيت باهتمام المتابعين في الساعات الماضية، حيث ورد في موقع متن نيوز وتم تداوله على نطاق واسع نظراً لأهميته وتطوراته المتسارعة.

وفي هذا التقرير، يعرض لكم "الصحافة نت الآن" أبرز ما ورد حول بوتين يعيد رسم المشهد الدولي في قمة ألاسكا رغم العقوبات الغربية بعد التحقق من المصادر وتحديث المعلومات وفق المستجدات المتوفرة.

تصدّر اسم فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، عناوين الصحف العالمية مجددًا بعد القمة المرتقبة التي جمعته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولاية ألاسكا. القمة التي استمرت ثلاث ساعات لم تسفر عن اتفاق ملموس لوقف الحرب في أوكرانيا، لكنها حملت الكثير من الرسائل السياسية والإستراتيجية، وأعادت طرح سؤال محوري:

من هو بوتين؟

وكيف استطاع أن يحافظ على موقعه كأحد أبرز اللاعبين على الساحة الدولية لأكثر من عقدين؟

من هو بوتين؟ سيرة سياسية مختصرة

وُلد فلاديمير بوتين في لينينغراد (سانت بطرسبرغ حاليًا) عام 1952، وبدأ مسيرته المهنية كضابط في جهاز الاستخبارات السوفيتية KGB، قبل أن يدخل عالم السياسة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. تولى منصب رئيس وزراء روسيا في نهاية التسعينيات، ثم أصبح رئيسًا للجمهورية في عام 2000، ومنذ ذلك الحين ظل في السلطة سواء كرئيس أو رئيس وزراء، ليصبح أطول زعيم روسي بقاءً في الحكم منذ عهد ستالين.

يشتهر بوتين بقدرته على استخدام مزيج من القوة العسكرية والدبلوماسية والاقتصاد لتثبيت نفوذ روسيا عالميًا، كما أنه يبرع في استغلال اللحظات الحرجة لصالحه السياسي، وهو ما ظهر جليًا خلال قمة ألاسكا مع ترامب.

قمة بوتين وترامب في ألاسكا

عُقد اللقاء المرتقب بين بوتين وترامب في أجواء مشحونة بالتوتر بسبب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية. ورغم أن ترامب وصف المحادثات بأنها "مثمرة"، إلا أن غياب أي اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار شكّل خيبة أمل للجانب الأوكراني وحلفائه في الغرب.

بوتين خرج من القمة وهو يملك ورقة جديدة في يده: الاعتراف الدولي بأنه لا يزال لاعبًا رئيسيًا لا يمكن تجاوزه في أي محادثات تخص مستقبل أوكرانيا أو الأمن الأوروبي.

الحرب في أوكرانيا.. محور الخلاف الأكبر

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، لعب بوتين دورًا محوريًا في رسم معادلات القوة في أوروبا. تعتبر روسيا أن الصراع ليس مجرد نزاع حدودي، بل معركة وجودية تهدف إلى منع تمدد حلف الناتو على حدودها.

وفي المقابل، ترى الولايات المتحدة وحلفاؤها أن هذه الحرب تهدد استقرار القارة الأوروبية وتشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي.

خلال القمة، شدد بوتين على ضرورة معالجة "الأسباب الجذرية للنزاع"، وهو تصريح يعكس تمسكه بمطالبه الإستراتيجية، مثل حياد أوكرانيا والاعتراف بسيطرة موسكو على أراضٍ أوكرانية.

ترامب بين ضغوط الداخل ومناورة بوتين

بالنسبة لترامب، شكل اللقاء مع بوتين فرصة لإظهار نفسه كـ "صانع صفقات" قادر على إحراز تقدم في أصعب الملفات الدولية. لكنه واجه تحديًا كبيرًا يتمثل في عدم تحقيق نتائج ملموسة لوقف إطلاق النار.

ترامب ألمح إلى إمكانية عقد لقاء ثلاثي يضم بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه لم يقدم تفاصيل واضحة حول كيفية إنجاح هذه المبادرة. في الوقت نفسه، لوّح بفرض عقوبات على روسيا لكنه لم ينفذها بعد، وهو ما اعتبره مراقبون نوعًا من منح بوتين "وقتًا إضافيًا".

مكاسب بوتين السياسية من القمة

على الرغم من أن القمة لم تسفر عن اتفاقيات كبرى، إلا أن مجرد جلوس بوتين مع ترامب وجهًا لوجه كان بحد ذاته مكسبًا سياسيًا له. فقد ساعده ذلك على كسر عزلته الدولية، وقدم صورة لروسيا كقوة عظمى يجب أن تُستشار في القضايا العالمية.

كما أن بوتين استغل القمة لإعادة طرح فكرة التفاوض حول اتفاق جديد للحد من الأسلحة النووية، ما يعزز صورته كزعيم قادر على الجمع بين القوة العسكرية والدبلوماسية.

مستقبل الحرب.. بين بوتين وزيلينسكي

يبقى السؤال الأهم: هل يمكن أن يؤدي هذا اللقاء إلى تغيير مسار الحرب في أوكرانيا؟ حتى الآن، تبدو الإجابة سلبية. فبينما يصر بوتين على مواقفه، يرفض زيلينسكي تقديم أي تنازلات إقليمية.

لكن في الوقت نفسه، قد تكون قمة ألاسكا خطوة أولى نحو محادثات أكثر شمولًا، خصوصًا إذا نجح ترامب في دفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات.

يظل بوتين شخصية جدلية ومحورية في السياسة الدولية. فـ "من هو بوتين" لا يمكن اختزاله في مجرد رئيس روسي، بل هو زعيم نجح في إعادة روسيا إلى دائرة الضوء العالمية، رغم العقوبات والعزلة الغربية.

قمة بوتين وترامب في ألاسكا لم تحقق اختراقًا ملموسًا، لكنها أكدت حقيقة أساسية: لا يمكن تجاهل بوتين عند الحديث عن مستقبل الأمن الأوروبي والعالمي. وبينما يستمر الصراع في أوكرانيا، سيبقى اسم بوتين حاضرًا في قلب الأحداث، سواء كصانع للأزمات أو كطرف أساسي في أي حل محتمل.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا

يُشار إلى أن تفاصيل بوتين يعيد رسم المشهد الدولي في قمة ألاسكا رغم العقوبات الغربية منشورة في موقع متن نيوز، وقد قام فريق التحرير في "الصحافة نت الآن" بمراجعتها والتحقق منها، كما قد تكون المادة منقولة جزئيًا أو بالكامل وفق ما تقتضيه المصداقية التحريرية. لمتابعة التحديثات والتفاصيل الكاملة يمكنك الرجوع إلى المصدر الأصلي.

وفي الختام، نأمل أن نكون في "الصحافة نت الآن" قد وفرنا لكم تغطية وافية حول بوتين يعيد رسم المشهد الدولي في قمة ألاسكا رغم العقوبات الغربية بكل حيادية ووضوح.