تدهور العمل الإنساني في اليمن مع تزايد اعتقال العاملين في المنظمات الدولية

يُعتبر موضوع تدهور العمل الإنساني في اليمن مع تزايد اعتقال العاملين في المنظمات الدولية من المواضيع التي حظيت باهتمام المتابعين في الساعات الماضية، حيث ورد في موقع المشاهد نت وتم تداوله على نطاق واسع نظراً لأهميته وتطوراته المتسارعة.
وفي هذا التقرير، يعرض لكم "الصحافة نت الآن" أبرز ما ورد حول تدهور العمل الإنساني في اليمن مع تزايد اعتقال العاملين في المنظمات الدولية بعد التحقق من المصادر وتحديث المعلومات وفق المستجدات المتوفرة.
عدن – بديع سلطان
يمر اليوم العالمي للعمل الإنساني 19 أغسطس، واليمن تعيش أوضاعًا مأساوية منذ عشر سنين، هي الأسوأ على الإطلاق في العالم.
وما زاد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في اليمن تقليص المساعدات الإغاثية من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في البلاد. بالإضافة إلى إغلاق العديد منها نتيجة ظروف وعوامل أخرى، كان العامل الأمني أبرزها، خاصةً في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
فمنذ أكثر من عام، يقبع العشرات من العاملين في القطاع الإنساني باليمن، من المنظمات الأممية والدولية، خلف قبضان جماعة الحوثي. يأتي هذا عقب حملات اعتقال واختطاف -بحسب وصف مختصين- شنتها الجماعة بحق منتسبي المنظمات الإنسانية الأممية والدولية في مناطق الحوثيين.
وفي هذا الصدد، يقول مستشار منظمة ميون لحقوق الإنسان، أمين المشولي، إن العمل الإنساني في اليمن يمر بتطورات ومتغيرات خطيرة. وأضاف في حديث خاص لـ”المشاهد” أن ابرز تلك المتغيرات قيام جماعة الحوثي باعتقال واختطاف عشرات العاملين الإنسانيين.
وأشار المشولي إلى أن ذلك أدى إلى عزوف كثير من المنظمات الدولية عن العمل وتقديم المساعدات للمحتاجين والمتضررين من الحرب.
وعمومًا، يرى المشولي أن العمل الإنساني باليمن يحتاج إلى مراجعة جادة وشاملة؛ لإنهاء التحديات التي تقف عقبةً أمام المهام الإنسانية. وتحول دون وصول المساعدات والغذاء والدواء إلى الفئات المستضعفة من النساء والأطفال، وهو ما تضاعفه ممارسات الحوثيين.
ويواصل: “جماعة الحوثي تقوم بتحويل المساعدات إلى مجهودات الحرب، واستخدامها كنوع من الاستقطابات الايديولوجية والتعبئة العسكرية. وتوجيه المساعدات للشخصيات التي تدين للجماعة بالولاء، بينما يتم استبعاد المستحقين وحرمانهم”.
ورغم تأكيده أن أكثر ما يضر العمل الإنساني باليمن هو ما تمارسه جماعة الحوثي في مناطقها، واستخدام هذه الورقة سياسيًا. لكن المشولي يشير إلى جملة تحديات أخرى يعانيها العمل الإنساني في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
وتطرق المختص الحقوقي إلى تحديات إدارية وغياب التنسيق والوعي لدى بعض الجهات الحكومية، تعرقل وصول بعض المساعدات الإنسانية لمستحقيها. بالإضافة إلى إجراءات وتعقيدات التفتيش وتأخير المساعدات، رغم التوجيهات الصادرة لكل الوحدات العسكرية لتسهيل مرور المساعدات. معتبرًا أنها قد تكون ممارسات فردية لبعض عناصر النقاط الأمنية، وبعض الجماعات المسلحة الموالية للحكومة اليمنية.
لحقوقي أمين المشولي اعتبر أن اعتقال العاملين في المجال الإنساني أثّر كثيرًا على عملية تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الحوثيين. يحدث هذا في ظل وجود فئات في أمس الحاجة للإغاثة، وتعاني ظروفًا اقتصادية صعبة. وإيقاف المرتبات وتحويل الاقتصاد إلى اقتصاد حرب، وممارسة التجويع، بحسب وصفه.
ويعتقد المشولي في ختام تصريحه، أن العمل الإنساني باليمن “يحتضر”، ويواجه أكبر التحديات المتمثلة في حالة اللا سلم واللا حرب. داعيًا إلى ضرورة حضور الدولة لتقوم بواجباتها ومسؤوليتها الإنسانية عبر مؤسساتها، وإيصال المساعدات إلى مستحقيها في كافة نواحي البلاد.
من جانبها، لفتت رئيسة مؤسسة PASS سلام لمجتمعات مستدامة، بهية السقاف، إلى تقليص الدعم المخصص للمساعدات الإنساني خلال السنوات الأخيرة. معتبرةً أن هذا العامل تسبب بانحدار العمل الإنساني في اليمن، رغم ما تشكله تبعات الحرب من تداعيات مأساوية وإنسانية مؤلمة.
وقالت السقاف في حديث خاص لـ”المشاهد” إن نسبة الفقر في اليمن تجاوزت 80 % من نسبة السكان بمناطق سيطرة الحوثيين. مستغربةً من حملات التضييق هناك والتي أدت إلى عزوف المنظمات الدولية والإنسانية عن العمل، رغم الحاجة الماسة لتدخلاتها.
وتابعت: “أعداد المحتاجين في مناطق جماعة الحوثيين يتزايد؛ ما يضاعف الأزمة الإنسانية، خاصةً أن حجم السكان في مناطقهم كبير للغاية. واصفةً ما تعرض له الموظفون في القطاع الإنساني والمنظمات والهيئات الدولية داخل مناطق الحوثيين بـ”إجراءات تعسفية وإخفاءات قسرية” خارج القانون”.
وقالت: “أكثر من عام، وما زال عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الإنسانية مغيّبين داخل سجون جماعة الحوثيين. يمنعون عنهم حتى بتعيين محاميين للدفاع عنهم”.
واختتمت السقاف: “هذه الممارسات -للأسف الشديد- التي انتهجتها حكومة صنعاء تجاه العاملين والموظفين الأمميين ولدى المنظمات الدولية. فاقمت من الوضع الإنساني المتأزم في مناطق حكم الحوثيين بشكل كبير في عموم اليمن”.
وكانت مؤسسة PASS سلام لمجتمعات مستدامة، التي ترأسها السقاف، قد أطلقت حملة مناصرة. دعت فيها المنظمات المحلية والدولية، ونشطاء المجتمع المدني، والحقوقيين، وكافة فئات المجتمع المدني؛ للمشاركة في حملة. وتطالب الحملة بالإفراج الفوري عن المعتقلين العاملين في المنظمات الدولية بصنعاء.
وقالت بهية السقاف لـ”المشاهد”: “مضى أكثر من عام ولا يزال زملاؤنا خلف قضبان مجهولة، فالتهم الموجهة إليهم عارية من الصحة. ويواجهون مصيرًا غامضًا”.
كما عبّرت عن إدانتها للتهم التي أخذت منهم تحت الإكراه. لافتةً إلى أنها تمس كرامتهم وتشوّه سمعتهم كعاملين في المجال الإنساني. وتستهدف رسالتهم الإنسانية النبيلة في خدمة اليمن واليمنيين.
وكانت الأمم المتحدة قد قالت، أمس الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، إن اليمن يشهد ثالث أكبر أزمة جوع بالعالم.
وقالت في بيان بالمناسبة، “إن هذا اليوم سأني هذا العام في وقت تتزايد فيه الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير. متوقعةً أن يعاني أكثر من 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول سبتمبر القادم. وترتفع معدلات الإصابة بسوء التغذية وتفشي الأمراض، مع آثار وخيمة خاصة على الأطفال”.
وأكملت: “كما تتضاعف مخاطر الحماية، خاصة بالنسبة للنساء والفتيات والنازحين واللاجئين والمهاجرين وذوي الإعاقة وغيرهم من الفئات المعرضة للخطر”.
“وبينما يقوم مجتمع العمل الإنساني بإعطاء أولوية استجابته للوصول إلى الأشخاص الأشد ضعفًا. يجري خفض كبير للخدمات الأساسية التي تعتمد عليها النساء والفتيات والفتيان؛ للبقاء على قيد الحياة جراء تقليصات التمويل. ويخلق ذلك نوعًا من المفارقة؛ كون الدعم يتراجع في الوقت الذي تتزايد فيه الاحتياجات”، بحسب البيان الأممي.
ليصلك كل جديد
الإعلاميون في خطر
مشاورات السلام
كشف التضليل
التحقيقات
التقارير
يُشار إلى أن تفاصيل تدهور العمل الإنساني في اليمن مع تزايد اعتقال العاملين في المنظمات الدولية منشورة في موقع المشاهد نت، وقد قام فريق التحرير في "الصحافة نت الآن" بمراجعتها والتحقق منها، كما قد تكون المادة منقولة جزئيًا أو بالكامل وفق ما تقتضيه المصداقية التحريرية. لمتابعة التحديثات والتفاصيل الكاملة يمكنك الرجوع إلى المصدر الأصلي.
وفي الختام، نأمل أن نكون في "الصحافة نت الآن" قد وفرنا لكم تغطية وافية حول تدهور العمل الإنساني في اليمن مع تزايد اعتقال العاملين في المنظمات الدولية بكل حيادية ووضوح.