الأطفال اليمنيون في مصر يواجهون مصيرًا مجهولًا في التعليم

الأطفال اليمنيون في مصر يواجهون مصيرًا مجهولًا في التعليم

يُعتبر موضوع الأطفال اليمنيون في مصر يواجهون مصيرًا مجهولًا في التعليم من المواضيع التي حظيت باهتمام المتابعين في الساعات الماضية، حيث ورد في موقع المشاهد نت وتم تداوله على نطاق واسع نظراً لأهميته وتطوراته المتسارعة.

وفي هذا التقرير، يعرض لكم "الصحافة نت الآن" أبرز ما ورد حول الأطفال اليمنيون في مصر يواجهون مصيرًا مجهولًا في التعليم بعد التحقق من المصادر وتحديث المعلومات وفق المستجدات المتوفرة.

القاهرة – أسامة الكُربش

يعيش أكثر من ستة آلاف من الطلاب اليمنيين في سن التعليم، المقيمون مع أسرهم في مصر، هذه الأيام، حالة ارباك بشأن مصير تعليمهم خلال هذا العام.

هذه الأزمة ظهرت في يوليو الماضي، حين وافقت السلطات المصرية على قبول الطلاب اليمنيين الالتحاق بمدارس مصر الحكومية والخاصة، والذي فُسّر بأنه إعلان لإغلاق المدارس اليمنية هناك.

يقول أنور بحري، أحد أولياء الأمور اليمنيين المقيمين في القاهرة، “أولادي كل يوم يسألونني عن الدراسة، ما الجديد؟ متى تبدأ؟ هل قبلونا؟ لماذا منعونا من الدراسة؟ أصبح الأمر هاجسًا وفوبيا يعيشها الأبناء، للأسف، وتشاركهم الأسرة القلق ذاته”.

أنور بحري، أحد أولياء الأمور اليمنيين المقيمين في القاهرة: أولادي كل يوم يسألونني عن الدراسة، ما الجديد؟ متى تبدأ؟ هل قبلونا؟ لماذا منعونا من الدراسة؟ أصبح الأمر هاجسًا وفوبيا يعيشها الأبناء، للأسف، وتشاركهم الأسرة القلق ذاته”.

قصة بحري واحدة من مئات القصص لأسر يمنية وجدت نفسها فجأةً أمام مستقبل دراسي غامض، بعد أن أُغلقت المدارس اليمنية في مصر بقرار من السلطات هناك، ليبقى الطلاب وأولياء أمورهم بين حيرة الانتظار وضغوط البحث عن بدائل.

بدأت مشكلة إغلاق المدارس اليمنية تطفو على السطح في نوفمبر 2024، عندما أغلقت السلطات المصرية عددًا من المدارس اليمنية بدعوى عدم استكمال التراخيص واعتماد مناهج غير مصرية.

 وفي نوفمبر من ذلك العام، قالت الخارجية المصرية إن الملف يتعلق بقانونية المدارس والمناهج، بينما أعلنت السفارة اليمنية في القاهرة أنها تتابع الموضوع رسميًا عبر لقاءات مع الجانب المصري.

مع بداية 2025، فُتح -استثناءً- باب الدراسة في مدرسة يمنية واحدة حتى نهاية العام الدراسي كحل مؤقت.

ولكن مع حلول صيف 2025 صدر القرار النهائي للسماح بالطلاب اليمنيين الالتحاق بالمدارس المصرية الحكومية والخاصة، بدءًا من العام الدراسي الجديد 2025 – 2026، فيما ظل إغلاق المدارس اليمنية قائمًا.

الأرقام الرسمية المتداولة تشير إلى أن أكثر من ستة آلاف طالب يمني تأثروا مباشرةً بهذا القرار، وهو ما وصفه أولياء الأمور بـ”كارثة تعليمية” تمتد آثارها على التحصيل الدراسي والمستقبل الجامعي.

قالت “

هيومن رايتس ووتش

” في ديسمبر 2024، إن الآلاف من الأطفال اللاجئين وطالبي اللجوء في مصر من جنسيات عربية تشمل اليمن، السودان، ارتيريا، فلسطين وسرويا خارج المدارس بسبب القيود البيروقراطية التي تفرضها مصر على الالتحاق بالتعليم والافتقار للتعليم المجاني.

وتفرض الحكومة المصرية الحصول على الإقامة كشرط أساسي للتسجيل في المدارس، وهي عقبة مستحيلة للعديد من أسر اللاجئين وطالبي اللجوء، حسب المنظمة.

وتضيف أنه ” وفي ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في مصر، تشكّل الرسوم، بما فيها رسوم الالتحاق بالمدارس والنقل، عائقا أيضا. كما يواجه بعض الأطفال في المدرسة التنمر والاعتداءات والممارسات التمييزية من قبل المعلمين والطلاب الآخرين، ما يحول دون التحاق الطلاب بالمدرسة أو يدفعهم إلى التسرب منها.”

هويم رايتس ووتش: في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في مصر، تشكّل الرسوم، بما فيها رسوم الالتحاق بالمدارس والنقل، عائقا أيضا. كما يواجه بعض الأطفال في المدرسة التنمر والاعتداءات والممارسات التمييزية من قبل المعلمين والطلاب الآخرين، ما يحول دون التحاق الطلاب بالمدرسة أو يدفعهم إلى التسرب منها.”

وبالرغم أن اليمن من بين البلدان المتاح لها الحصول على التعليم العام “على قدم المساواة مع المصريين” إلا أن الأسر اليمنية تفضل تعليم أطفالها في مدارس يمنية تجنبا لمشاكل التمييز والتنمر، حسب أنور بحري، أحد أولياء الأمور اليمنيين في مصر.

يشرح أنور بحري تفاصيل الأزمة بالنسبة لأسرته، “أولادي كانوا في مدارس مصرية، وانتقلوا للمدارس اليمنية منذ عامين وهذه السنة الثالثة.

الآن المشكلة كبيرة، خاصة أن لدي طالبة في ثالث ثانوي وشقيقها في ثاني ثانوي، وتحصيلهم في المدارس اليمنية تراكمي، بينما المنهج المصري لا يعتمد على النظام التراكمي، ويختلف كليًا من حيث المناهج التي هي متقدمة جدًا مقارنة باليمني.

ويضيف: كذلك ابنتي في ثالث إعدادي، والتحويل سيؤثر عليها، أما أصغرهم في الصف الرابع ابتدائي، فأبرز إشكال يتمثل في اللهجة وصعوبة الفهم السريع؛ لذلك نقلتهم إلى المدارس اليمنية سابقًا، ولا زلنا نأمل أن تعاود المدارس اليمنية فتح أبوابها وألا تبالغ أيضًا في الرسوم، فأوضاع الناس ليست في أحسن حال”.

وقال بحري في حديثه لـ”المشاهد”: إن “طلاب الثانوية العامة إذا نُقلوا إلى مدارس مصرية سيُحرمون من نظام التراكمي، إضافة إلى خسارتهم فرص المنح الدراسية الجامعية التي تُمنح عادة لأوائل خريجي المدارس اليمنية”.

من جانبه، يكشف خالد عوضة، ولي أمر يمني مقيم في مصر، جانبًا مختلفًا من الأزمة مرتبطًا بالإقامة والجانب القانوني. وأوضح في حديثه لـ”المشاهد”: أنه وبعد سنوات من دراسة أبنائنا في المدارس اليمنية، كثير من اليمنيين لم يكونوا يهتموا بتجديد إقامة أولادهم، باعتبارهم أطفالًا. لكن القانون الجديد ألزم الجميع بتجديد الإقامات ودفع غرامات عن السنوات الماضية.

مشيرًا إلى أن كثير من الأسر أوضاعهم المادية سيئة ومزرية، وجاءت هذه الأزمة لتضاعف معاناتهم.

وأضاف: “المشكلة أن حكومتنا في الداخل وقفت موقف اللامبالي، لا رئاسة الوزراء ولا وزارة التربية شعروا بالمسؤولية تجاه جالية كبيرة في مصر، هذا الإهمال سيهدد مستقبل جيل كامل”.

يطالب أولياء الأمور بضرورة أن تضطلع السفارة بدورها في العمل على إعادة فتح المدارس اليمنية وفق القوانين المصرية، والسماح للطلاب بدراسة المنهج اليمني حتى يظلوا مرتبطين بوطنهم.

يقول أنور بحري: “نطالب السلطات بالالتفات للمواطنين وعليكم مسؤوليات كبيرة في الداخل والخارج”. فالمواطن اليمني يعاني في وطنه وفي المهجر، فكونوا عونًا له ولو بالكلمة وبأبسط الحقوق، لا أن تتنصلوا من مسؤولياتكم تجاهه”.

من جانبها، قالت السفارة اليمنية في القاهرة إنها تتابع الملف بشكل رسمي منذ نوفمبر 2024، وطرحت القضية في لقاءات رفيعة المستوى شملت الرئاسة اليمنية ونظيرتها المصرية.

 وفي يوليو 2025

أعلنت

السفارة

اليمنية

أن السلطات المصرية وافقت على تسجيل الطلاب اليمنيين في المدارس المصرية الحكومية والخاصة ابتداءً من العام الدراسي 2025 – 2026، كحل مؤقت لتفادي ضياع مستقبل الطلاب.

أعلن خالد داؤود المصباحي، نائب رئيس لجنة التعليم في الهيئة الإدارية للجالية اليمنية في مصر، في وقت متأخر من مساء السبت 23 أغسطس 2025 استقالته من منصبه احتجاجًا على استمرار إغلاق المدارس اليمنية بالقاهرة.

وقال المصباحي في

منشور

له

على

صفحته

في

فيسبوك

إن الصراع القائم بين السفارة وملّاك المدارس حال دون التوصل إلى حل يعيد الطلاب إلى مقاعدهم الدراسية، مؤكدًا أن بقاؤه في موقعه دون إنجاز لن يخدم أبناء الجالية.

وحتى اللحظة لم يُعلن عن اتفاق لإعادة فتح المدارس اليمنية بشكل مرخّص ورسمي، ما يبقي الأزمة قائمة ويضاعف الضغوط على الأسر اليمنية في مصر.

ليصلك كل جديد

الإعلاميون في خطر

مشاورات السلام

 

كشف التضليل

 

التحقيقات

 

التقارير

يُشار إلى أن تفاصيل الأطفال اليمنيون في مصر يواجهون مصيرًا مجهولًا في التعليم منشورة في موقع المشاهد نت، وقد قام فريق التحرير في "الصحافة نت الآن" بمراجعتها والتحقق منها، كما قد تكون المادة منقولة جزئيًا أو بالكامل وفق ما تقتضيه المصداقية التحريرية. لمتابعة التحديثات والتفاصيل الكاملة يمكنك الرجوع إلى المصدر الأصلي.

وفي الختام، نأمل أن نكون في "الصحافة نت الآن" قد وفرنا لكم تغطية وافية حول الأطفال اليمنيون في مصر يواجهون مصيرًا مجهولًا في التعليم بكل حيادية ووضوح.