اليمن على حافة الانهيار الاقتصادي والمبعوث الأممي يدعو للتحرك الفوري

اليمن على حافة الانهيار الاقتصادي والمبعوث الأممي يدعو للتحرك الفوري

عدن – سعيد نادر

قال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إن البلاد لا تستطيع تحمل سنواتٍ أخرى من الانقسام والانهيار الاقتصادي والمعاناة الإنسانية.

وأضاف غروندبرغ،

خلال إحاطةٍ قدمها مساء اليوم الخميس، أمام مجلس الأمن

، بشأن اليمن، إن المواطنين اليمنيين يتحملون تداعيات التدهور الاقتصادي. وأشار إلى إمكانية بذل المزيد من الجهود لتخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية التي يواجهها الشعب اليمني.

وتابع: “يشمل ذلك السماح للحكومة اليمنية بتصدير النفط والغاز، وتسهيل تدفق السلع دون عوائق داخل البلاد. وتخلي الأطراف عن التوجهات ذات المحصلة الصفرية، والاتجاه نحو البراغماتية والتسوية، حتى يخرج اليمن من أزمته الاقتصادية”.

ونوّه المبعوث الأممي

بالاحتجاجات التي قادتها النساء خلال الشهر الماضي

في عدن، تعز، لحج وأبين؛ لمعالجة التدهور الاقتصادي ونقص الخدمات الأساسية. حيث طالبنّ بحياةٍ كريمة، دفع الرواتب والمساءلة. داعيًا إلى احترام حق جميع المواطنين في التظاهر السلمي، وعلى جميع الأطراف حماية هذه المساحة المدنية.

غروندبرغ: اليمن لا يحتمل مزيدا من السنوات المليئة بالتدهور والانهيار الاقتصادي والمعاناة الإنسانية، وهناك إمكانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني في الجانب الاقتصادي، واحتجاجات النساء الشهر الماضي، طالبت بحياة كريمة ودفع الرواتب وتوفير الخدمات

مبديًا قلقه الخاص من استمرار جماعة الحوثي في قمع أصوات المجتمع المدني. وشنّ موجة اعتقالات جديدة مؤخرًا للصحفيين والشخصيات العامة، بمحافظة الحديدة.

وتطرق غروندبرغ في إحاطته إلى اتفاق وقف الأعمال العدائية بين واشنطن وصنعاء. وأشار إلى قيام الحوثي بشنّ هجماتٍ على أهدافٍ في إسرائيل الشهر الماضي. ورد تل أبيب على هجمات الحوثيين بقصف مينائي الحديدة والصليف ومطار صنعاء. مجددًا دعوته لجميع الأطراف الفاعلة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

وعرج المبعوث الأممي إلى تداعيات الهجمات المتبادلة بين إسرائيل والحوثيين. وعدم تمكن اليمنيون المقيمون في مناطق سيطرة الحوثيين من السفر جوًا عبر مطار صنعاء لتلقي العلاج في الخارج، أو لأداء فريضة الحج. لافتًا إلى أن هذا كان أحد أهم مكاسب السلام التي حققتها هدنة عام 2022. وساهم في إرساء قدر من الشعور بعودة الحياة الطبيعية بين المدنيين وأملًا بمستقبل أفضل.

وأوضح غروندبرغ أن هناك إجماع دولي وإقليمي على أن التسوية التفاوضية وحدها هي القادرة على حل النزاع في اليمن. وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة، بما في ذلك البحر الأحمر. وسيكون دعم المنطقة، إلى جانب المجتمع الدولي، حاسمًا في التوصل إلى حلٍ مستدام لليمن.

واستدرك: “الوقت ليس في صالحنا، فالظروف قابلة للتغيّر بسرعة وبشكل لا يمكن التنبؤ به. ولا تزال الجبهات المتعددة في جميع أنحاء اليمن هشة، وتنذر بخطر الانزلاق نحو تجدد الاشتباكات”. مشيرًا إلى أن جبهة مأرب، تشكل مصدر قلقٍ في الوقت الحالي، مع ورود تقارير عن اندلاع اشتباكات بين الحين والآخر. ووجود أنشطةٍ متفرقة في الجبهات الأخرى بمحافظات الضالع، الحديدة، لحج، وتعز.

غروندبرغ: الوقت ليس في صالحنا، فالظروف قابلة للتغير بسرعة وبشكل لا يمكن التنبؤ به، ولا تزال الجبهات في جميع أنحاء اليمن “هشة”، وتنذر بخطر الانزلاق نحو تجدد الاشتباكات، وتأتي جبهة مأرب على رأس تلك الجبهات، بالإضافة إلى الضالع، الحديدة، لحج، وتعز

وتناول المبعوث الأممي أحداث إعادة فتح طريق الضالع – صنعاء، ووصفها بأنها “بوادر أمل”. كونه طريق رئيسي يربط بين عدن وصنعاء، مجدد إشادته بالوسطاء المحليين في الجبهات الذين عملوا جاهدين لتحقيق ذلك. حاثًا الأطراف على حماية هذا الإنجاز.

متمنيًا فتح المزيد من الطرقات، باعتبار أن الاقتصاد اليمني في أمسّ الحاجة إلى خطوات إيجابية وبنّاءة للثقة كهذه.

واعترف غروندبرغ بتباطؤ النقاشات بين الحكومة اليمنية والحوثيين لإطلاق سراح المعتقلين على خلفية النزاع، تحت رعاية الأمم المتحدة. ورغم المحاولات المستمرة لجمع الطرفين، إلا أن ملف المحتجزين وصل إلى حالة جمود شبه تام.

وقال: “هناك آلاف المعتقلين، بعضهم يقبع في السجون منذ عشر سنوات، وهذا أمر غير مقبول”. داعيًا الطرفين إلى إعادة ترتيب أولويات هذا الملف الإنساني والمضي قدمًا على أساس مبدأ “الكل مقابل الكل” المتفق عليه.

وجدد المبعوث الأممي التأكيد على ضرورة البناء على التوقف الأخير للأعمال العدائية في البحر الأحمر. وتقديم ضمانات مستدامة للمنطقة والمجتمع الدولي ككل، وضمان سلامة الممر المائي الحيوي.

يمكن البناء على اتفاق وقف الأعمال العدائية بين واشنطن وصنعاء، لإيقاف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، والتي يمكن البناء عليها لإعداد اتفاقات تساعد اليمنيين على تجاوز انقساماتهم، وتؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتدابير حاسمة، وعملية سياسية جامعة

وزاد: “يتكامل هذا الجهد مع عملنا المستمر على وضع خارطة طريق تساعد اليمن على تجاوز انقساماته الحالية. وتؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتدابير اقتصادية حاسمة، وعملية سياسية جامعة.

مذكّرًا بمرور عام على اعتقال الحوثيين -تعسفيًا- عشرات الموظفين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية. حيث أن بعض الزملاء محتجزون منذ عام 2021، واحتجاز آخرين في عام 2025، واستمرار احتجازهم “أمرٌ مُشينٌ”. مطالبًا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.

واختتم غروندبرغ إحاطته بالقول: “إن السلام في اليمن أكبر بكثير من مجرد احتواء لخطر”. فالسلام، في المقام الأول، يتعلق باليمنيين، واليمن بلدٌ يزخر بفرصٍ هائلة، وتاريخٍ عريقٍ وغني، وحياةٍ واعدة.

ليصلك كل جديد

الإعلاميون في خطر

مشاورات السلام

 

كشف التضليل

 

التحقيقات

 

التقارير