إيران تحذر من استهداف قواعد السفن الأمريكية والبريطانية والفرنسية في حال التصدي لهجماتها على إسرائيل

أعلنت وكالة رويترز أن إيران حذرت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من أن قواعدها وسفنها بالمنطقة ستكون مستهدفة إذا ساعدت في التصدي للضربات الإيرانية على إسرائيل، وفقا لقناة القاهرة الإخبارية.
وذكر إعلام إيراني أن أي دولة تشارك في صد الهجمات الإيرانية على إسرائيل ستكون عرضة للاستهداف.
في تطور هو الأعنف منذ بداية المواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل، شهدت المدن الإسرائيلية، وعلى رأسها تل أبيب والقدس، سلسلة من الهجمات الصاروخية والمسيّرة الإيرانية التي تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وخلّفت حالة من الشلل في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
ضربة عسكرية مركّزة تهز الداخل الإسرائيلي
مع ساعات الليل وفجر اليوم السبت، تعرضت إسرائيل لهجوم إيراني موسّع باستخدام صواريخ باليستية ومسيّرات هجومية. وقد استهدفت الضربات البنية التحتية المدنية والعسكرية في مناطق واسعة تشمل تل أبيب الكبرى، والقدس، ومدن الجنوب.
الهجوم، الذي وصف بالأعنف منذ بدء التصعيد، ألحق أضرارًا جسيمة أدت إلى توقف قطاعات حيوية وتسببت بحالة هلع واسعة في صفوف الإسرائيليين.
حصيلة أولية للخسائر البشرية: قتلى وإصابات بالعشرات
حتى صباح اليوم، تم الإعلان عن مقتل ثلاثة إسرائيليين على الأقل، أحدهم في مدينة ريشون لتسيون جنوبي تل أبيب. كما سجلت السلطات الصحية قرابة 100 إصابة متفاوتة الخطورة في مناطق مختلفة، من بينها:
9 إصابات مباشرة في تل أبيب بعد سقوط صاروخ على مبنى سكني.
20 إصابة خطيرة وفقًا لهيئة البث الإسرائيلية.
دمار شامل في البنية التحتية: تل أبيب في قلب الاستهداف
تسببت الضربات الصاروخية في انهيار عدد من المباني بشكل كامل داخل تل أبيب، فيما أشارت صحيفة
هآرتس
إلى تدمير طوابق كاملة في مبانٍ أخرى.
قائد شرطة لواء تل أبيب وصف الوضع بـ "الكارثي"، مؤكدًا أن الهجوم استخدم عدة أنواع من الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى.
من جانبها، أوضحت القناة 12 أن 300 إسرائيلي جرى إجلاؤهم من منازلهم بسبب الأضرار الجسيمة أو خطر الانهيار، بينما لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن عالقين تحت الأنقاض في عدة مواقع، لا سيما في أحياء وسط تل أبيب.
انهيار الخدمات المدنية: الكهرباء والمياه والاتصالات خارج الخدمة
الضربات الإيرانية أحدثت انقطاعات في الكهرباء في مناطق مركزية، وسط تحذيرات من تكرار الانقطاعات. كما أبلغ السكان عن تعطل شبكات المياه والاتصالات في المناطق المتضررة.
يُذكر أيضًا أن الهجمات تسببت في ازدحامات مرورية خانقة نتيجة إغلاق العديد من الشوارع بسبب سقوط أنقاض وانهيارات جزئية.
على صعيد النقل الجوي، أعلنت شركات طيران عالمية عن تمديد تعليق رحلاتها من وإلى مطار بن غوريون، ما يفاقم أزمة التنقل والاتصال الخارجي.
ردود فعل رسمية: صدمة واتهامات وتوجيهات طارئة
علق رئيس بلدية ريشون لتسيون قائلًا:
"لم أرَ دمارًا بهذا الحجم منذ نشأة المدينة، ما حدث غير مسبوق"
، فيما أشار زعيم المعارضة يائير لابيد إلى أن
"ليلة أمس كانت من أصعب الليالي على إسرائيل، ويجب التقيد الكامل بتعليمات السلامة"
.
من جهتها، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية أوامر بإبقاء الملاجئ مفتوحة واستمرار حالة التأهب القصوى في مختلف المناطق.
تحليل ميداني: ضربة موجهة لكشف هشاشة الجبهة الداخلية
تشير طبيعة الضربة الإيرانية إلى تجاوزها الطابع الرمزي، لتكون بمثابة ضربة مركزة على أهداف مدنية حساسة. وقد أثبتت الضربة، حسب مراقبين، قدرة إيران على اختراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والوصول إلى العمق الحيوي في الدولة.
عمليات الإخلاء، الانهيارات، وتضرر البنية التحتية للكهرباء والمياه كلها تدل على نقطة ضعف استراتيجية في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهو ما يعيد رسم خريطة الردع في الشرق الأوسط، خاصة في ظل تطور القدرات الهجومية الإيرانية باستخدام صواريخ دقيقة ومسيّرات منخفضة الارتفاع.
اختبار حقيقي للردع الإسرائيلي
الضربة الإيرانية الأخيرة تمثل تحولًا نوعيًا في المعركة، حيث لم تقتصر على الردع الرمزي، بل حاولت إحداث شلل جزئي في العمق الإسرائيلي، سياسيًا وعسكريًا ومدنيًا. ويبدو أن الساعات والأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه التصعيد أو التهدئة، وسط مخاوف من جرّ المنطقة إلى جولة أوسع من المواجهات المفتوحة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا