عدن تحت وطأة تهريب المخدرات.. ضبطيات ضخمة في اليوم العالمي لمكافحتها

عدن تحت وطأة تهريب المخدرات.. ضبطيات ضخمة في اليوم العالمي لمكافحتها

يُعتبر موضوع عدن تحت وطأة تهريب المخدرات.. ضبطيات ضخمة في اليوم العالمي لمكافحتها من المواضيع التي حظيت باهتمام المتابعين في الساعات الماضية، حيث ورد في موقع المشاهد نت وتم تداوله على نطاق واسع نظراً لأهميته وتطوراته المتسارعة.

وفي هذا التقرير، يعرض لكم "الصحافة نت الآن" أبرز ما ورد حول عدن تحت وطأة تهريب المخدرات.. ضبطيات ضخمة في اليوم العالمي لمكافحتها بعد التحقق من المصادر وتحديث المعلومات وفق المستجدات المتوفرة.

عدن – بديع سلطان

تزامن اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، 26 يونيو، في اليمن مع ضبطيات ضخمة لعمليات تهريب مخدرات ما انفكت تستهدف البلاد. فالحرب المستمرة منذ عقدٍ ساعدت على فتح منافذ البلاد واستهدافها، ليس فقط كمحطة ترانزيت، بل أيضًا كهدفٍ أساسي لتهريب المخدرات.

فيوم السبت، 28 يونيو الجاري،

ضبطت القوات المشتركة لألوية العمالقة ودرع الوطن قاربًا يحمل نصف طن حشيش قبالة باب المندب

. وسيطرت الحملة على القارب عقب اشتباكٍ مسلّح على بُعد 15 ميلًا بحريًا قبالة سواحل رأس العارة، جنوب غربي محافظة لحج.

واعتقلت الحملة ثلاثة مهربين، وصادرت نصف طن من الحشيش والمخدرات، كانت في طريقها للتهريب إلى داخل البلاد. وتأتي هذه العملية عقب ساعاتٍ فقط من ضبط قاربٍ يحمل أدويةً مهربة.

وفي تاريخ 22 يونيو الجاري، ضبطت قوات الحزام الأمني بمدينة عدن ما يقارب 646 ألف كبسولة من حبوب “الببريجاليين”. كانت عناصر التهريب تنوي إدخالها إلى عدن، بحسب مصادر أمنية تحدثت لـ”المشاهد”.

ويقول مدير الدائرة الإعلامية في قوات الحزام الأمني بعدن، المقدم رشدي العمري: “تم ضبط الكثير من قضايا تهريب المخدرات مؤخرًا. شملت أنواعًا مختلفةً من المخدرات كالحشيش، حبوب “البربجاليين”، الشبو، والكوكايين”.

تزامن اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، 26 يونيو، في اليمن مع ضبطيات ضخمة لعمليات تهريب مخدرات ما انفكت تستهدف البلاد، فالحرب المستمرة منذ عقدٍ ساعدت على فتح منافذ البلاد واستهدافها، ليس فقط كمحطة ترانزيت، بل أيضًا كهدفٍ أساسي لتهريب المخدرات

ويضيف العمري في حديثٍ خاص لـ”المشاهد”، أنّ قوات الحزام الأمني ضبطت منذ عام 2018 -وما زالت- شحناتٍ ضخمة من المخدرات. مشيرًا إلى أن هدف تلك الشحنات إدخال المخدرات إلى داخل مدينة عدن، والمحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية.

العمري كشف أنّ

غالبية الشحنات المضبوطة تأتي من محافظة المهرة

، باعتبارها قريبة من الشريط الساحلي المتاخم لباكستان والهند والمحيط الهندي. حيث تنشط عمليات التهريب، عبر تلك الدول، إلى السواحل اليمنية الشرقية، ومن ثَم تنتقل برًا أو بحرًا إلى عدن.

وأشار إلى أنّ مدينة عدن كانت في أوقاتٍ سابقة مجرد “محطة ترانزيت” تهرّب بعدها المخدرات إلى دول الخليج. لكنّ عدن اليوم باتت هدفًا رئيسيًا لتجار ومروجي المخدرات، بحسب المقدم العمري.

وتابع: “للأسف، في الفترة الأخيرة تحولت مدينة عدن إلى مركزٍ مستهدفٍ من قبل شبكات الترويج. ويتم استهداف فئة الشباب بالتحديد، ذكورًا وإناثًا، عبر نشر الحبوب المُخدرة بشكلٍ مخيفٍ وبأسعارٍ رخيصة. وتتداول بكثافةٍ في المناطق النائية والفقيرة من عدن، التي يتم التركيز عليها من قبل مروجي المخدرات”.

المقدم رشدي العمري اتهم جماعة الحوثي بالإضرار بأمن واستقرار المناطق الخاضعة تحت سيطرة الحكومة، واستهداف الشباب. لافتًا إلى ارتباط مروجي المخدرات ومهربيها بالجماعة.

المقدم رشدي العمري: غالبية الشحنات المهربة تأتي عبر الشريط الساحلي لمحافظة المهرة، القريبة من سواحل باكستان والهند والمحيط الهندي، بالإضافة إلى الساحل الغربي لمحافظة لحج عبر رأس العارة، وأصابع الاتهام تشير إلى جماعة الحوثي التي أكد تقرير أممي تورطها في تهريب المخدرات والاعتماد على تجارتها لتمويل الجماعة

وَوفقًا لتقرير

لجنة الخبراء المعنيين باليمن التابعة لمجلس الأمن الدولي

، الصادر في أكتوبر 2024، فإنّ الحوثيين منخرطون على نطاقٍ واسعٍ في تهريب المخدرات كإحدى المصادر الرئيسية لتمويل الجماعة.

وبيّن العمري أنّ ثمة طريق آخر يتم تهريب المخدرات من خلاله، عبر سواحل منطقة رأس العارة، جنوب غربي محافظة لحج. موضحًا أنّ ألوية العمالقة وقوات الحزام الأمني قامت بتأمين هذا الطريق ومنع عمليات التهريب عبره.

يذكر مدير الإعلام بقوات الحزام الأمني إحصائيات الضبطيات المتعلقة بالمخدرات التي تم إحباط إدخالها إلى عدن، منذ عام 2019. موضحًا أنه تم ضبط 4,488 كيلوجرام من الحشيش، و56 كيلوجرام من الهيروين، و105 كيلوجرام من الشبو، و551 ألف حبة مخدرة.

إضافةً إلى القبض على 1,682 متهمًا، وتسجيل 832 قضية متعلقة بالمخدرات، وتحويل المتهمين إلى القضاء. وصدرت بحق عديدين منهم أحكام قضائية تراوحت ما بين 25 سنة سجن للمتاجرين والمروجين، و5 سنوات للمتعاطين.

واعتبر العمري أنّ معركة مكافحة المخدرات “وجودية ومصيرية” لن تحقق النجاح الكافي إذا لم يتعاون المواطنون مع الأجهزة الأمنية. والإبلاغ عن أماكن الترويج والمروجين في الأحياء؛ حتى يتم ضبط هذه العناصر التي تحاول المساس بشبابنا وأبنائنا وبناتنا.

توصيف واقع المخدرات في عدن، تحدثت عنه رئيس مركز عدن للتوعية من خطر المخدرات، سعاد علوي. واصفةً هذا الواقع بأنه “مثير للقلق”. وأضافت علوي لـ”المشاهد” أنّ هناك أنواعًا جديدة من المخدرات تتسع رقعة انتشارها دون رادعٍ حقيقي إلا من بعض الجهود الأمنية. ووصفت تلك الجهود بـ”الضعيفة”، ولا يكتب لها النجاح لأسبابٍ كثيرة، كضعف الإمكانيات وغيرها.

مرجعةً أسباب تعاطي المخدرات وانتشارها إلى الظروف المعيشية الصعبة، كوسيلةٍ للهروب من الواقع الصعب. كما ينخرط البعض في أعمال الترويج؛ كمحاولةٍ لإيجاد مصدر دخل مادي، وَفقًا لرئيس مركز عدن للتوعية.

كشفت علوي أنّ أبرز الأصناف المنتشرة من المخدرات في عدن حاليًا، هو عقار “البربجاليين”، وهو دواء يعطَى لمرضى الصرع. لافتةً إلى أن الإحصائيات الرسمية عن حجم المخدرات في عدن ليست دقيقة. لكنّ الكميات المضبوطة من قبل الجهات الأمنية كبيرة، ورغم هذا لا تمثل الواقع الذي يفوقها بكثير.

سعاد علوي: واقع المخدرات في عدن مقلق للغاية، والكميات المضبوطة من قبل الأجهزة الأمنية لا تعبّر عن الواقع الذي يفوقها بكثير، فأعداد المدمنين في تزايد، ولهذا نحن بحاجة إلى تكثيف التوعية ورفع الوعي المجتمعي بخطورتها، وتأسيس مركز متخصص لعلاج المرضى المدمنين في عدن

واعتبرت أنّ مدينة عدن مستهدفةٌ بشكلٍ كبير من تجارة المخدرات القادمة من المحافظات الشمالية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، حد قولها. وتطرقت سعاد علوي إلى جهود مركزها لنشر التوعية المجتمعية بمخاطر المخدرات ومساعدة المدمنين. مطالبةً بوجود مركزٍ لعلاج الإدمان في عدن؛ نتيجة ارتفاع عدد المرضى المدمنين الذين هم بحاجة للتعافي.

لا تخفى الآثار النفسية والاجتماعية التي تصيب مدمني ومتعاطي المخدرات، وخطورة انعكاس تلك الآثار على الفرد والمجتمع. وتعزو الأكاديمية بكلية التربية، جامعة عدن، المختصة في الدعم النفسي والاجتماعي، الدكتورة أشجان الفضلي، أسباب الإدمان إلى عوامل عديدة.

وتقول في حديثها لـ”المشاهد” إنّ مدمن المخدرات يعاني مشكلةً في تقدير ذاته، ويدفعه القلق والتوتر للتعاطي. مضيفةً أنّ السبب هو بحث المتعاطي عن “نشوةٍ لحظيةٍ ومؤقتة”، تتحول لاحقًا إلى حالةٍ من الإكتئاب الشديد.

وتوضح الفضلي أنّ المدمن أو المتعاطي يفقد شغف الحياة، ويتخلى عن أهدافه في بناء علاقات اجتماعية، ويستسلم للوحدة والعزلة. وتواصل: “وإذا كان المتعاطي أو المدمن ربّ أسرة، يتخلى عن مسؤولياته تجاه عائلته ماديًا ومعيشيًا، وهنا تبرز مشكلات اجتماعية خطيرة”.

تشير المختصة النفسية والاجتماعية إلى أنّ متعاطي المخدرات تعتريه “تقلبات مزاجية” تمنعه من التعامل مع المجتمع بشكلٍ طبيعي. ينتج عنها -دائمًا- عنف، ومشكلات واحتكاكات لفظية أو جسدية وأنواع أخرى من العنف، بحسب الدكتورة أشجان الفضلي.

الدكتورة أشجان الفضلي: متعاطي المخدرات أو المدمن عليها تعتريه تقلبات مزاجية تؤثر على سلوكياته، فيندفع نحو الجريمة ويقتل ويسرق في سبيل توفير المخدر، كما يتسبب بمشكلات اجتماعية، ويؤدي الإدمان على المخدرات إلى تعطيل طاقات الشباب التي تحتاجها البلاد في التنمية

وتتابع: “وهذا يؤدي إلى ارتفاع معدل الجريمة في المجتمع؛ لأنّ المتعاطي بحاجةٍ للحصول على المخدر مهما كان الأمر. فليجأ للسرقة أو القتل للحصول على المال؛ وبالتالي فقدان الكثير من القيم والأخلاقيات، وانتشار الفوضى والجرائم بسبب المخدرات”.

ولفتت الفضلي إلى أنّ هذا بشكلٍ عام يؤثر تنمويًا على البلد، حيث أغلب المتعاطين والمدمنين هم من الشباب. وهي فئة مهمة ومنتجة في المجتمع لبنائه واستقراره. واختتمت: “ومن هنا نقول إنّ تأثير المخدرات ومخاطرها لا تقتصر على المتعاطي، بل تشمل المجتمع برمته، أسريًا وأمنيًا وتنمويًا”.

ليصلك كل جديد

الإعلاميون في خطر

مشاورات السلام

 

كشف التضليل

 

التحقيقات

 

التقارير

يُشار إلى أن تفاصيل عدن تحت وطأة تهريب المخدرات.. ضبطيات ضخمة في اليوم العالمي لمكافحتها منشورة في موقع المشاهد نت، وقد قام فريق التحرير في "الصحافة نت الآن" بمراجعتها والتحقق منها، كما قد تكون المادة منقولة جزئيًا أو بالكامل وفق ما تقتضيه المصداقية التحريرية. لمتابعة التحديثات والتفاصيل الكاملة يمكنك الرجوع إلى المصدر الأصلي.

وفي الختام، نأمل أن نكون في "الصحافة نت الآن" قد وفرنا لكم تغطية وافية حول عدن تحت وطأة تهريب المخدرات.. ضبطيات ضخمة في اليوم العالمي لمكافحتها بكل حيادية ووضوح.