هيكلة المجلس الانتقالي: خطوة نحو بناء مؤسسات دولة قوية

هيكلة المجلس الانتقالي: خطوة نحو بناء مؤسسات دولة قوية

يُعتبر موضوع هيكلة المجلس الانتقالي: خطوة نحو بناء مؤسسات دولة قوية من المواضيع التي حظيت باهتمام المتابعين في الساعات الماضية، حيث ورد في موقع عاصفة نيوز وتم تداوله على نطاق واسع نظراً لأهميته وتطوراته المتسارعة.

وفي هذا التقرير، يعرض لكم "الصحافة نت الآن" أبرز ما ورد حول هيكلة المجلس الانتقالي: خطوة نحو بناء مؤسسات دولة قوية بعد التحقق من المصادر وتحديث المعلومات وفق المستجدات المتوفرة.

بقلم / محمد علي رشيد النعماني

في توقيت سياسي حاسم، جاء إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي عن استكمال هيكلته التنظيمية بمثابة خطوة نوعية تستحق الوقوف عندها، لا بوصفها مجرد ترتيبات إدارية داخلية، بل كتحول مفاهيمي ينقل المشروع الجنوبي من مرحلة “النضال الثوري” إلى مرحلة “الجهوزية المؤسسية”.

اقرأ المزيد...

أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية لهذا اليوم الأحد 27 يوليو 2025

27 يوليو، 2025 ( 9:54 صباحًا )

أسعار الأسماك اليوم الأحد 27 يوليو بالعاصمة عدن

27 يوليو، 2025 ( 9:52 صباحًا )

“ما بين تبسيط الهيكل وتعزيز الفعالية”

يعكس قرار تقليص الهيئات ودمجها في 11 هيئة مركزية توجهاً واضحاً نحو تقليص التداخلات، وتوحيد القرار، وإعادة هندسة العمل التنظيمي بما يضمن كفاءة أكبر وتناسقاً مؤسسياً. فبدلاً من تعددية كانت تؤدي إلى إرباك داخلي وتشظي في الصلاحيات، أصبحت هناك بنية أوضح تعكس منطق الدولة أكثر من منطق الحركة السياسية.

هذا التحول الإداري يُرسل أولى إشاراته إلى الداخل الجنوبي: “نحن بصدد بناء مؤسسة، لا مجرد كيان نضالي”. إنها رسالة ثقة، تفيد بأن القيادة الجنوبية تدرك أهمية الإعداد الجاد لليوم التالي، وتدرك كذلك أن الاستحقاق القادم لن يكون في الميدان فقط، بل على طاولة السياسة، وفي مقار صنع القرار.

“رسائل محسوبة بثلاثة اتجاهات”

للجنوبيين : القيادة تتغير وتتجدد فتح الباب لدخول شخصيات وازنة مثل الدكتور ناصر الخُبجي ضمن هيئة الرئاسة وتكليف كفاءات جديدة يمنح إشارات إلى السعي نحو توسيع الشراكة، وضخ دماء جديدة، والاقتراب من نبض القواعد.

للمعسكرات المعادية: التنظيم يعني الثبات. فكلما زادت قدرة المجلس على ضبط ذاته، كلما تقلّصت فرص خصومه في التلاعب بتناقضاته أو الرهان على هشاشته. الهيكلة تُغلق أبواب التشظي وتبعث برسالة: الانتقالي أكثر تماسكاً مما تتصورون.

للإقليم والعالم: الجنوب يتكلم بلغة الدول. بوجود هيئات للشؤون الخارجية، والاقتصاد، والقانون، وغيرها، فإن المجلس لا يكتفي بخطاب المطالب، بل يقدم نفسه بوصفه “شريك جاهز”، لديه مؤسسات وملفات، ويمكنه أن يكون طرفاً فاعلاً في أي تسوية سياسية قادمة.

بين “التنظيم” و”التموضع السياسي”

لا يمكن إغفال أن أي هيكلة هي أيضاً أداة لترسيخ النفوذ وضبط إيقاع الولاءات داخل البيت الداخلي. فدمج الصلاحيات بيد الأمانة العامة، برئاسة أمين عام جديد، يعزز مركزية القرار، ويمنح القيادة القدرة على توجيه العمل التنفيذي وفق رؤية متماسكة. كما أنها، بذكاء سياسي، تتيح مجالاً لتدوير المواقع وتحييد العناصر المربكة دون إثارة صدامات مباشرة.

“التحدي الحقيقي: ما بعد القرار”

نجاح هذه الهيكلة لن يُقاس بمجرد صدور القرارات، بل بتجلياتها على الأرض. هل ستنجح الهيئات الجديدة في رفع جودة الأداء؟ هل سيشعر المواطن الجنوبي بأن القرار وصل إليه؟ وهل سينعكس ذلك على الخطاب السياسي والإعلامي للمجلس؟

الخطر الوحيد هو أن تبقى هذه الهيكلة “جميلة على الورق”، دون أثر عملي، وهو ما قد يسمح لخصوم الانتقالي بتصويرها كزخرفة سياسية لا أكثر.

“الخلاصة”

قرار الهيكلة ليس فقط “تنظيفاً للبيت الداخلي”، بل هو تموضع جديد في مشهد إقليمي يتغير. هو استثمار في الشرعية المؤسسية، وإعادة ترتيب لأوراق المجلس استعداداً للمعركة السياسية القادمة، التي تحتاج إلى تنظيم أكثر من الهتاف، وعمل مؤسسي أكثر من الحماس الثوري .

إنها خطوة أولى في الطريق الطويل نحو الدولة… لكنها خطوة محسوبة، وواضحة المعالم.

..

يُشار إلى أن تفاصيل هيكلة المجلس الانتقالي: خطوة نحو بناء مؤسسات دولة قوية منشورة في موقع عاصفة نيوز، وقد قام فريق التحرير في "الصحافة نت الآن" بمراجعتها والتحقق منها، كما قد تكون المادة منقولة جزئيًا أو بالكامل وفق ما تقتضيه المصداقية التحريرية. لمتابعة التحديثات والتفاصيل الكاملة يمكنك الرجوع إلى المصدر الأصلي.

وفي الختام، نأمل أن نكون في "الصحافة نت الآن" قد وفرنا لكم تغطية وافية حول هيكلة المجلس الانتقالي: خطوة نحو بناء مؤسسات دولة قوية بكل حيادية ووضوح.