إسرائيل تتحدى الحوثيين وتحلق بحرية فوق إيران رغم "الحصار الجوي الشامل"

فيما تستمر المقاتلات الإسرائيلية في التحليق بحرية فوق سماء إيران وتنفيذ واحدة من أوسع الضربات العسكرية الجوية في تاريخ المنطقة، لم يجد الناشطون اليمنيون والعرب - تابعهم المشهد اليمني - سوى السخرية من إعلان جماعة الحوثي فرض ما سمته "الحصار الجوي الشامل" على إسرائيل، متسائلين: هل منح الحوثي استثناءً خاصًا لسلاح الجو الإسرائيلي لعبور "حصاره" في طريقه إلى طهران؟!
الجماعة كانت قد أعلنت، بكل "جدية ثورية"، عن فرض "حظر جوي شامل" على إسرائيل بعد إطلاق صاروخ فرط صوتي تجاه مطار بن غوريون (Ben Gurion Airport)، في 4 مايو/أيار الماضي، قالت إنه عطّل حركة الطيران وتسبب في إلغاء عدد من الرحلات. واعتبرت هذه الضربة "بداية لحصار جوي لا رجعة فيه"، حسب وصفها.
لكن الواقع على الأرض - أو في الجو - يسير في اتجاه مختلف تمامًا؛ إذ انطلقت يوم الجمعة الماضية، عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية، من دون أن تعترضها منظومة "الحظر الجوي الحوثي الشامل"، وتوجهت مباشرة إلى إيران (Iran)، حيث نفّذت مئات الضربات الجوية التي طالت منشآت نووية في نطنز (Natanz) وفوردو (Fordow)، وأهدافًا عسكرية واستراتيجية بينها قادة بالحرس الثوري وعلماء في المجال النووي، بحسب مصادر إسرائيلية.
الهجوم الذي شاركت فيه أكثر من 200 طائرة ومئات الصواريخ الذكية والطائرات المسيّرة المفخخة، تم تنفيذه بنجاح، حتى أن جيش الاحتلال أعلن رسميًا عصر اليوم السبت أن قواته "تتحرك بحرية" في العاصمة طهران (Tehran)، وأن المدينة "لم تعد محصنة". وفق تعبيره.
كل هذا يحدث وسط صمت "المراقب الجوي الحوثي"، الذي يبدو أنه غفل عن حركة الطيران الكثيف فوق الأجواء، أو أنه قرر - في لحظة مرونة سياسية - رفع الحظر الجوي مؤقتًا لإسرائيل حتى تنتهي من مهامها في إيران، قبل أن يُعاد فرضه مجددًا مع بيان جديد وصاروخ احتفالي يتيم يسقط "قرب المطار".